الأقصرـ سامح عبدالفتاح
شهدت الحدائق والمتنزهات العامة والشواطئ النيلية المختلفة في محافظة الأقصر، الاثنين، إقبالا كبيرا من المواطنين من أهالي المحافظة والمحافظات المجاورة، للاحتفال بأعياد شم النسيم، كما شهدت المعابد والمتاحف والمواقع الأثرية في البرين الشرقي والغربي لمدينة الأقصر، توافد أعداد من المواطنين لزيارتها خاصة معبدي الأقصر والكرنك الفرعونيين.
وتصدرت منطقة كورنيش النيل الجديد الممتدة من منطقة قاعة المؤمرات الدولية وحتى متحف الأقصر، مشهد احتفالات عيد شم النسيم في الأقصر، حيث شهدت المنطقة إقبالا كبيرا من قبل المواطنين، الذين افترشت أعداد منهم الأرض لتناول وجبات الفسيخ والأسماك المملحة والتونة والبصل والبيض الملون في تقليد سنوي من جانب الأهالي.
كما شهدت محلات بيع الأسماك المملحة في مدينة الأقصر إقبالا كبيرا من المواطنين الذين وقفوا بالطوابير أمامها لشراء "الفسيخ" و"الرنجة" والأسماك المملحة، حيث لا يكتمل الاحتفال بعيد شم النسيم عند الكثيرين إلا بتناول "الفسيخ" و"الرنجة" والأسماك المملحة خلال هذا العيد، وبدأت أسعار الفسيخ المخلوط مع الطحينة بمبلغ 15 جنيها لوزن الـ"ربع كيلو جرام"، بينما بدأ سعر الفسيخ المخلي بملغ 60 جنيها لوزن الـ"نصف كيلو جرام".
كما شهدت حركة اللانشات والمراكب الشراعية إقبالا من المواطنين للقيام بالتنزه والاستمتاع بجولات نهرية، بين البرين الشرقي والغربي لمدينة الأقصر، كما اختارت أعداد من الأسر القيام بجولات وسط معالم المدينة بعربات الحنطور التي تجرها الخيول.
كما شهدت ساحة ميدان سيدي أبوالحجاج خلف معبد الأقصر الفرعوني توافد آلاف المحتفلين بعيد شم النسيم، الذين افترش أعداد منهم الساحة لتناول الأكلات التقليدية لعيد شم النسيم وأبرزها الأسماك المملحة والبيض الملون، في حين فضل أعداد من الشباب والأطفال ركوب الخيول والجمال والحمير والتجول بها في الشوارع المحيطة للساحة، فيما اختار أهالي مدينة إسنا جنوب المحافظة التنزه على شاطئ النيل وداخل الحديقة الدولية للاحتفال بشم النسيم.
واختار الآلاف من الأسر قضاء عيد شم النسيم في مدينة طيبة الجديدة وسط المنتزهات الحدائق المنتشرة في المدينة، كما فضلت أعداد أخرى من الأسر قضاء عيد شم النسيم داخل الفنادق السياحية في مدينة الأقصر التي تحتوي على حدائق واسعة وحمامات سباحة عديدة للاستمتاع بيوم ربيعي جميل وهادئ داخل تلك الفنادق.
ومن جانبها باشرت مديرية أمن الأقصر تنفيذ إجراءات وتدابير أمنية مشددة، لتأمين الاحتفالات بعيد شم النسيم، وقامت بتسيير دوريات أمنية وإقامة حواجز ثابتة ومتحركة حول المناطق الأثرية والسياحية، كما شددت من إجراءات التفتيش على الطرق السريعة، والمناطق الجبلية المتاخمة للمناطق الأثرية للبر الغربي، بهدف طمأنة المواطنين والحفاظ على السلامة العامة.
كما دفعت شرطة المسطحات المائية بعدد كبير من اللانشات على طول مجرى نهر النيل في المحافظة، لتأمين احتفالات شم النسيم وإنقاذ حالات الغرق والسقوط المحتملة في المياه، كما شددت شرطة المسطحات المائية على أصحاب المراكب النيلية والمعديات بعدم وجود حمولة زائدة من المواطنين على متن المراكب النيلية خلال احتفالات عيد شم النسيم حفاظاً على أرواح المواطنين.
يذكر أن شم النسيم هو مناسبة يتم الاحتفال بها في مصر في فصل الربيع وهو عطلة رسمية في البلاد، ويأتي في اليوم التالي لرأس السنة القبطية وعيد القيامة المجيد، ويعتبر عيد "شم النسيم" الاحتفال الوحيد الذي يجمع المصريين بمختلف عقائدهم الدينية منذ آلاف السنين، دون أن يلبس ثوبا عقائديا على الإطلاق، حيث حمل عيد "شم النسيم" طابع الاحتفال الشعبي منذ العصر الفرعوني، وسجله المصري القديم في نقوشه على جدران مقابره، ليخلّد ذكرى نشاطه في ذلك اليوم، فكان الناس يخرجون في جماعات إلى الحدائق والحقول للتريض، والاستمتاع بالزهور والأخضر على الأرض، حاملين صنوف الطعام والشراب التي ارتبطت بهذه المناسبة دون غيرها وحافظ عليها المصريون حتى الآن، في مشهد موروث ومستنسخ كل عام لعادات مصرية قديمة غالبت الزمن