الاقصرـ سامح عبدالفتاح
شارك الآلاف من أهالي محافظة الأقصر، الخميس، 11أيار/ مايو، في إحتفالات موكب مولد سيدي أبوالحجاج الأقصري الذى يعرف بـ"دورة أبوالحجاج" والذى يقام بصورة سنوية منذ مئات السنيين، والذي يحمل طابعا خاصا وعادات وموروثات ترجع إلى العصور الفرعونية وتشبه طقوس احتفال المصريين القدماء بالإله آمون.
وانطلقت الاحتفالات بعد قيام محافظ الأقصر محمد بدر، برفع لجام أول جمل من جمال الموكب المزينة بالأقمشة الملونة، للإعلان عن بدء الاحتفالات، وذلك عقب اداء شعائر صلاة الظهر، من أمام ساحة مسجد أبو الحجاج، يتقدمهم أبناء الأسرة الحجاجية وأتباع الطرق الصوفية والمداحين والمنشدين، وهم يذكرون الله ويرتلون الأناشيد الدينية والمدائح النبوية، يتبعهم حاملي الرايات الصوفية الملونة، وحملة المباخر وقارعي الطبول وراكبي الخيول والجمال التي تحمل توابيت من القماش المزركش، والمراكب المتحركة التي يجرها الآلاف من الشباب ويطوفون به شوارع المدينة.
كما شارك في الموكب العشرات من السيارات وعربات الحنطور المزينة بالأقمشة الملونة والمجهزة بمكبرات الصوت والتي تحمل عازفي الربابة والمزمار البلدي ومطربي الأغاني النوبية والشعبية وأصحاب المهن المختلفة من نجارين وجزارين وبائعي الفاكهة في مشاهد تمثيلية وكرنفالية شعبية وذلك وسط أجواء تتسم بسحر مصر الشعبية وغموض مصر الفرعونية، حيث انطلقت فعاليات الموكب على بعد أمتار من معبد الأقصر الفرعوني.
كما قام المئات من المشاركين في الموكب الذين ساروا على الأقدام بممارسة لعبة التحطيب والرقص بالعصا والغناء وسط انطلاق المئات من الزغاريد الخاصة بالسيدات اللاتي تسابقن بعضهن في إلقاء الحلوى على المحتفلين، كما قام عدد من المحتفلين بإطلاق طيور الحمام في الهواء احتفالا بانطلاق موكب مولد سيدي أبوالحجاج.
وقال الباحث الأثري عبدالمنعم عبدالعظيم، أن مراسم الإحتفال بموكب مولد سيدي أبوالحجاج الأقصري مقتبسة من طقوس احتفال المصريين القدماء بعيد "الأوبت" الفرعوني للمعبود آمون، ومن أبرزها المراكب التي يجرها الآلاف من الشباب ويطوفون بها شوارع المدينة التاريخية يتبعها عربات تحمل أصحاب المهن المختلفة كل يمارس عمله فوق هذه العربة.
يذكر أن العارف بالله القطب الكبير والصوفي الجليل أبو الحجاج الأقصري، ولد في بغداد أوائل القرن السادس الهجري وتوفي بالأقصر سنة 642 هـ، يرجع نسبه إلى الإمام الحسين بن علي، وأعده والده ليكون واحدا من رجال الدين وعلمائه، فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ثم نال قسطا وافرا من الثقافة الدينية، وحضر إلى مصر ثم رأى في منامه رؤيا تأمره بالرحيل إلى مدينة الأقصر في صعيد مصر فاستقبله أهلها بالترحاب البالغ ولمسوا فيه علمه الغزير، ثم أقام مسجدا فوق أطلال معبد الأقصر ودفن فيه، والمسجد موجود حتى وقتنا الحالي.