أسيوط-عرابى أحمد
نظمت جامعة أسيوط ندوة "الثقافة في صعيد مصر، الواقع والمستقبل"، بالاشتراك مع مكتبة الإسكندرية، في إطار مشروع دعم التنوع الثقافي والابتكار في مصر.
وذلك تحت رعاية رئيس جامعة أسيوط، ومدير مكتبة الاسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين، وبحضور لفيف من أساتذة الجامعة والمثقفين في صعيد مصر، والمهتمين برصد الواقع الثقافي به.
وخلال الجلسة الأولى، أوضح مدير مركز دراسات المستقبل في الجامعة، الدكتور محمد منصور، أنَ ما يحدث في مصر الآن من عملية تجريف ثقافي، أدي إلي تراجع دورها في المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية.
وأكد منصور أنَ النهوض وإنشاء دولة قوية كان دوماً مصحوباً بنشاط ثقافي تنويري، وكذلك الهبوط والرجوع كان مصحوباً بنشاط ثقافي مُتخلّف، ولعل أبرز الأمثلة علي ذلك ما شهدته مصر على مدار تاريخها خلال فترات الثورات الوطنية.
وأشار إلى أنَ واقع الثقافة بالصعيد ليس منفصلاً عن مستوي الثقافة العام في مصر، إلا أنَ هذه المنطقة التي أطل منها التاريخ يوماً علي العالم من خلال حضارات في الفن والموسيقي والرسم علي الجدران، مازالت تشهد تناقضاً في مدى الإدراك والوعي التام بمفهوم الثقافة.
ومن جانبه، صرح مدير قطاع المشروعات، في مكتبة الإسكنمدرية، الدكتور خالد عزب، بأنَ مبادرة الحوار الثقافي التي تتم من خلال نقاشات وأنشطة ثقافية متعددة، إنما تأتي لبلورة سياسة وطنية ثقافية تقدم لبرمان مصر المقبل، كما أشاد بمكانة جامعة أسيوط المرموقة بين الجامعات ومدى تعاونها في نشر الثقافة في صعيد مصر.
وفي نفس السياق، أبدى الشاعر فتحي عبد السميع، استياءه الشديد لهذا الانهيار والتّدني في مستوي الثقافة المصرية، والتي اعتبرها أهم من الجيوش المصرية, كما أشار إلى أهمية دورها في بناء عقل وفكر الإنسان المصري، وترسيخ المفاهيم الثقافية التي من شأنها بناء الإنسان ورفع منظومة القيم المجتمعية.
وعن تراجع الدور الثقافي المصري, بين عميد كلية الآداب، الدكتور يوسف جاد الرب، أنَ هناك العديد من الأسباب الملموسة التي أدت إلي هذا الانهيار، أبرزها اللهث وراء لقمة العيش، والبعد عن غذاء الروح والعقل، وكذلك تلقّي الثقافات المغلوطة وأثر ذلك على الشباب من غياب الوعي وتدني القيم والأخلاق.