غطت السحابة السوداء، سماء جميع قرى مراكز محافظة أسيوط، وذلك عقب تزايد عمليات حرق مخلفات المحصول الصيفي "الذرة الرفيعة " فتلك السحابة جعلت من نهار أسيوط ظلامًا ومن ليلها جحيمًا ووحشة ومن هوائها مرضًا وضيقًا كما تتسبب هذه الحرائق في تلوث الهواء وانتشار الدخان على الطرق الزراعية الرئيسية والفرعية ونتج عن ذلك ارتفاع معدل الحوادث على الطرق الزراعية، بسبب انعدام الرؤية نتيجة لتكاثرالأدخنة المتصاعدة.

وعلى الرغم من تشديد  المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط على التنفيذيين في المحافظة بضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة ضد المزارعين الذين يقومون بحرق المخلفات الزراعية وتوقيع الاجراءات القانونية على كل من يقوم بعملية الحرق وتحرير المحاضر لهم وذلك تطبيقا لقانون البيئة وتجنبا لظهور السحابة السوداء وما يترتب عليها من اثار سلبية للمواطنين إلا أن الظاهرة مازالت قائمة.

ومن جانب آخر, سيطرت حالة من الاستياء بين الأهالي خاصة المقيمين بالقرب من الحقول الزراعية بسبب السحابة السوداء، الناتجة عن حرق مخلفات الذرة عقب حصاده وخصوصًا أن نسبة كبيرة من حرق هذه المخلفات يتم في حقول على الطريق الزراعي وينتج عن ذلك انعدام تام للرؤية وآثار ضارة على مرضى الصدر وكبار السن والأطفال.

ويقول محمود عبد الكريم من قاطني المساكن في مدينة أبو تيج أن حرائق قش الذرة الرفيعة ومخلفات الزراعة التي يقوم بها فلاحو الحقول أدخنتها تصل للشقق السكنية وتصيبهم وأبناءهم باختناقات وأمراض صدرية

ويضيف عبد العال زيدان أن الفلاح كي يتجنب تكلفة نقل وتخزين البوص يقوم بحرقه في المساء وتستمر عملية الحرق طوال الليل فيحمل الهواء كميات كبيرة من الأدخنة ونواتج الاحتراق إلى التجمعات السكنية الملاصقة والقريبة بل وحتى البعيدة من الحقول والتي تسبب حالات اختناق وأمراض تنفسية خطيرة للمواطنين فيما يعرف بظاهرة "السحابة السوداء".

وطالب الأهالي، المسؤولين في مديرية الزراعة في المحافظة بتنفيذ حملات توعية وتوزيع منشورات على المزارعين والفلاحين في مختلف قرى ومراكز المحافظة للتوعية بخطورة حرق تلك المخلفات وما تسببه من تلوث بيئي وآثار ضارة على مرضى الصدر وكبار السن والأطفال.

وفى السياق ذاته, أكد مصدر في جهاز شؤون البيئة في محافظة أسيوط، أن انتشار حرق المخلفات بطريقة كبيرة في جميع قرى ومراكز المحافظة أثر بالسلب على البيئة، مشيرًا إلى أن عدم تحرير محاضر للمخالفين والتغاضي عن المزارعين الذين يقومون بعمليات الحرق سوف يهدد بانتشار السحابة السوداء والإضرار الدائم بالبيئة مطالبًا بضرورة تحرير محاضر ضد أي فلاح أو مزارع يقوم بحرق المخلفات الزراعية.

ومن جانب آخرقال المهندس إبراهيم سرور وكيل وزارة الزراعة بأسيوط أن المديرية بالتنسيق مع جهاز شئون البيئة بالمحافظة تشن حملات مستمرة على الحقول الزراعية منذ بداية حصاد محصول "الذرة " لمتابعة التخلص الآمن من مخلفات المحصول ويتم تحرير محاضر رسمية للمخالفين

وأضاف وكيل وزارة الزراعة بأسيوط أنه جارى  التواصل مع إحدى شركات تجميع المخلفات فى 7 مراكز وهى " أبو تيج ,أبنوب ,الفتح ,أسيوط ,منفلوط ,القوصية" ، وذلك لتحويلها إلى "كوم بوست للسماد العضوي" دون تحمل المزارعين أي تكلفة وسيتم  تعميمها على جميع مراكز وقرى المحافظة تباعا.

وقال العميد علاء عبد الجاير رئيس مركز ومدينة ديروط، إنه يتم إرسال حملات مكثفة على القرى ومتابعة التخلص الآمن من المخلفات الزراعية وتوعية المزارعين بكيفية تحقيق أعلى استفادة من المخلفات الزراعية الناتجة عن حصاد المحاصيل الصيفية بالإضافة إلى التوعية بخطورة حرقها