الرنجة

يردد أهالي محافظة أسيوط كلمات مثل "هناكلها رغم أضرارها"، و"ده موسم واتعودنا عليه"، أمام محال الأسماك المملحة، التي يصطفون أمامها في عيد الربيع (شم النسيم)، رغم التحذيرات المستمرة من أن تناول وجبات الأسماك المملحة، كالملوحة والفسيخ والرنجة، يسبب أمراضًا قد تصل مخاطرها إلى حد الوفاة، إلا أنَّ عددًا كبيرًا من أهالي المحافظة يحرص على شرائها، خاصة "الملوحة"، التي يقبل عليها المواطنين نظرًا لانخفاض أسعارها.

وأوضح سيد. ر، بائع أسماك مملحة، أن الملوحة هي الوجبة المفضلة التي لا يستغني عنها أبناء الصعيد وأسيوط، خاصة "الملوحة الكلابي، والتي يقبل عليها المواطنون خلال شم النسيم، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الأسماك يأتي من بحيرة السد العالي في أسوان، ويطلق عليه السمك "الكلابي"، ويعرف من أسنانه التي تشبه أسنان الكلاب، مبينًا أنَّ هناك بعض التجار لا يحافظون على تخزين الملوحة، ويستعجلونها، ما يعرضها للهواء بشكل مباشر وبالتالي تفسد ، وللأسف يضطر بعضهم لبيعها للمواطنين، وقد تصيبهم بالتسمم.

وأكد صابر. أ، بائع أسماك مملحة، أنَّ الأسعار لم تختلف عن الماضي كثيرًا، مشيرا إلى قلة الإقبال عن العام الماضي، نتيجة الظروف الاقتصادية، منوها بأن سعر الكيلوغرام يختلف طبقًا لنوع الملوحة، وأعلاها ثمنًا الملوحة "الكلابي". وقالت سامية. ع، ربة منزل: "مفيش حاجة في البلد بقت مش مضرة، لكن هناكلها ده موسم اتعودنا عليه، أكيد هناك إشراف ورقابة على هذه المحال من قبل وزارة الصحة، وذلك يحد من تسرب أي مخالفات أو كميات فاسدة للأسواق".

وخالفها مصطفى منصور، موظف حكومي، الرأي بقوله: "أنا ضد الملوحة نهائيًا، فأضرارها الصحية كثيرة، وأعتقد أنها غير آمنة، ونسبة كبيرة منها فاسدة، وتصيب بالتسمم أحيانًا، ولكن الناس في مصر تفضل الأكل المالح"، مشيرًا إلى أنه يضطر لشرائها لأن أسرته تسمع كل التحذيرات بشأن تناول الملوحة ولكن تحرص على تناولها باستمرار، حتى في غير شم النسيم.
ومن العادات التي يحرص عليها أهالي أسيوط ، ضمن احتفالاتهم بشم النسيم، قيام ربات البيوت في الصباح الباكر، ومع بداية اليوم، بتقطيع كمية من البصل ووضعها أمام المنزل، وسكب كمية من المياه عليها، اعتقادًا منهن أن هذه الأمور ‪ تبعد الأرواح الشريرة.