"أفراح الحظ" في الشرقية

"ياخلق لو هتناموا لا ثواني ماتناموش".. كلمات يتغنى بها مطربين ومطربات الفن الشعبي في حفلات الصخب والضوضاء، وسط الخمور والسكارى، فضلا عن نغمات أفراح الحظ المعروفة في المناطق الشعبية بالجمهورية، والتي تؤدي إلى انتشار الأسلحة النارية والمواد المخدرة بشك علني.

"ألحق أخوك اتضرب بالنار في فرح زميله".. استغاثات يتلقها الأهل والأصدقاء يوميًا من داخل الحارات الشعبية، بسبب انتشار الأسلحة النارية في الأفراح الشعبية، مما يتسبب في تعرض البعض للطلق الناري الخطأ، وهو ما ينتهي بوفاتهم أو الخروج منها بحالات عاهات مستديمة تصاحبهم طوال حياتهم .

وانتشر هذا النوع من الأفراح، والذي يسمى بـ"أفراح الحظ" بشكل كبير بين قرى ومراكز محافظة الشرقية، ولكن لكل قرية ريفية أو منطقة شعبية تقاليدها وعاداتها، منهم من يهتم بإهدار أمواله وسط الراقصات العاريات وتحت أقدامهن، والبعض يعتمد على المواد المخدرة، بينما هناك مجاملات بالأعيرة النارية وهي الأكثر خطورة وأكثر الصور المُخالفة التي تعرض حياة المواطنين للخطر، وذلك وسط غياب تام من الأجهزة الأمنية.

قال هيثم عبد الرحمن - أحد أهالي مركز الحسينية، إن أفراح الحظ الشرقاوية تضم كافة المخالفات والخروج عن القانون، مشيرًا إلى أنها انتشرت بشكل كبير في مراكز المحافظة الشمالية، مثل كفر صقر وأولاد صقر وصان الحجر وفاقوس والإبراهيمية، كما شهدت هذه المراكز العديد من الوقائع من قتل وإصابة "معازيم" الأفراح عن طريق الخطأ بطلقات وأعيرة نارية أثناء المجاملات وتحية "العريس".

أما محمد عبد السلام، والمقيم بمركز منيا القمح، فقد أكد أن الأفراح الشعبية انتشرت بشكل كبير في كل مكان، على الرغم من أنها تتكلف أموالًا ليست بالقليلة كما يعتقد البعض، حيث لا تقتصر على الأضواء والفراشة بل تحتوي على المواد المخدرة والراقصات اللاتي يرتدن بدلات رقص شبه عارية ولا تحملن تراخيص من وحدات مباحث الآداب، إلى جانب تحول مسرح العُرس إلى ساحة للإيحاءات الجنسية والرقص بطريقة تخدش الحياء العام.

وطالب صديق هاني - أحد أهالي مركز بلبيس، الأجهزة الأمنية بالسيطرة على تلك الأفراح نظرًا لتعاطي "المعازيم" المخدرات والخمور بالطريق العام، ومن ثم يحدث مضايقات ومعاكسات للفتيات، كما طالبهم بإحكام قبضتهم على كل من تسول له نفسه إقامة مثل هذه الأفراح من غير تراخيص أو ارتداء بدلات رقص شبه عارية وسط السكارى، لافتا أن هذه الأفراح تستمر لساعات طويلة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الجديد مما يتسبب في إزعاج المواطنين، ناهيك عن أعمال "القوادة" التي تحدث وممارسة الدعارة مقابل الأجر مع الراقصات بعد انتهاء الأفراح.

وأوضح ممدوح السيد - أحد أهالي مدينة الزقازيق، أن جيرانه قاموا منذ فترة بإقامة "فرح حظ" أسفل منزله، وانتظر حتى الساعة الثانية عشر مساءً حتى ينتهي، فاستكمل أصحابه وكانت نجلته تنتظر الذهاب لامتحان الثانوية العامة في صباح اليوم التالي، وعندما اتصل بالشرطة، أفادت أنهم حاصلين على تراخيص لإضاءة سرادق العُرس وتعاطي المواد المخدرة والخمور وسط المناطق السكنية، إلى جانب انتشار الأسلحة البيضاء من "السيوف والسنج والمطاوي" بحيازة البعض لاستمرارهم في وصلات الرقص بها، فضلا عن وقوع مشادات كلامية تتطور إلى مشاجرات بينهم أثناء تعرضهم لنوبات السُكر.

من جانبه، أكد مصدر أمني رفيع المستوى في مديرية أمن الشرقية، أن كل مواطن يحتفل بطريقته الخاصة، لافتا أن الأفراح الشعبية عادات وتقاليد وتتميز بها كل المحافظات في الجمهورية، مشيرًا إلى أنهم على علم بوجود الراقصات وتعاطي الخمور والمخدرات ولكن لم يتم مداهمة تلك الأماكن منعًا للصدام مع المواطنين وحدوث اشتباكات كما كان يحدث من قبل، قائلًا: دول كام ساعة الناس بتفرح فيهم وكل واحد بيروح لحاله عشان فيه ناس بتصطاد للداخلية ونلاقي في الآخر مانشيتات الصحف الشرطة تضرب المواطنين وتكسر فرحتهم، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية تقوم بإعداد كمائن على الطرق الرئيسية وبالقرب من القرى لضبط كل من يحمل المواد المخدرة أو أسلحة نارية وبيضاء .