حلمي بكر

شهدت سوق الالبومات الغنائية تراجعا ملحوظا خلال السنوات الست الماضية، حيث انهارت بشكل كامل الصناعة وأغلقت شركات الإنتاج وأصبح المطربون هم من ينتجون لأنفسهم ,بل هناك مطربون أصبحوا يكتفون بطرح أغنيات مفردة ويعتمدون على الريع الذي سيأتي من البيع والبثّ على الإذاعات والقنوات الفضائية واليوتيوب لدرجة انهم ظلوا لاكثر من ست سنوات لا يطرحون البومات غنائية ويكتفون بغناء تتر مسلسل درامي او طرح اغنية على الانترنت، كما أن شركات الإنتاج اقتصرت في الوطن العربي على شركتين او ثلاث وأصبحت تفرض شروطا" تعسفية على كل المتعاقدين معها لكي تحاول ان تحقق أرباحا من ورائهم مما جعل المطربين يخشون الانضمام الى تلك الشركات وأصبحوا ينفذون أعمالهم الغنائية بأنفسهم ويتركون فقط حق التوزيع للشركات مقابل ان تحصل الشركة على حقوق الكول تون وجزء من الحفلات الغنائية.
 
ويؤكد الفنان التونسي صابر الرباعي قائلا" :" في العصر الذي نعيشه اليوم، لم نعد نتحدث عن عمل مجموعة غنائية كاملة، بل صرنا نعمل على أغنية، وأصبحت الأسطوانة الغنائية لا تسوق، وخسائرها تفوق ريعها، وشركات الإنتاج قل عددها، فنحن نعيش الآن في زمن الإنترنت والتطبيقات الخاصة بالهواتف الذكية والتي أصبحت تحقق نسب مشاهدة عالية ونجاحاً يفوق بمرات سماع الأسطوانة أو شراءها.
أضاف :" لذا قررت العمل وفق متطلبات العصر، فأقدم مجموعة من الأغاني التي ربما يصل عددها إلى عشر أغنيات، باللهجات المصرية واللبنانية والتونسية والخليجية، فضلاً عن استعدادي لغناء أي لهجة عربية تعرض عليَّ.
 
ويدلي الملحن والموسيقار الكبير حلمي بكر بدلوه فيقول :" أرى ان السبب الرئيسي في تلك الازمة يعود للمطربين أنفسهم، فأصبح كل فنان فيهم موهوما" وواضع نفسه في مكانة اكبر من مكانته في الوقت الذي انصرف فيه المستمعون عن شراء الألبومات الغنائية وأصبحت الأغلبية العظمى من الآلات الموسيقية التي تلعب في الالبومات تتساوى في الصوت مما دفع الجمهور إلى عدم شراء الألبومات والاكتفاء بتحميلها او الاستماع لها عبر الاذاعة، وبالتالي أدى إلى تراجع المنتجين عن الإنتاج أو تبني المواهب لأنه لن يجلب عائدا" ماديا" لهم".وأضاف :" وما يؤكد كلامي هو أننا في حالة وجود أغنية جيدة أو البوم جيد نرى انه يحقق مبيعات وصدى كبيرا" وهو امر يقول ان القرصنة اثرت على الصناعة ولكن ليس بالشكل الذى نراه الان".

 ويوضح المطرب السوري مجد القاسم تلك الازمة فيقول :" كلنا كمطربين عانينان من تلك الازمة، فالان أصبحت صناعة الاغنية والالبومات والموسيقي تحتاج لانتاج ضخم لكي تظهر بصورة مميزة للجمهور، الامر الذي لا يتوافر حاليا لدي شركات الانتاج المصرية التي ارهقتها الازمة المالية العالمية، فالانتاج اصبح يقل سنويا من عام الى عام بشكل كبير، بالاضافة الى ان الشركات الكبيرة التي كانت تضم 150 مطربا" ومطربة اصبحت اليوم لا تضم سوى 20 مطربا"، بل هناك شركات تسير بخمس وست مطربين فقط.

وأضاف :" القرصنة لم تكن فقط السبب الرئيسي في تدهور الصناعة، بل جاء تزايد القنوات الفضائية الموسيقية  ليضيف سببا جديدا اثر سلبا على سوق الكاسيت خلال السنوات الخمس الاخيرة، حيث تسببت هذه الظاهرة في قلة الحفلات الغنائية وعزوف الجمهور عنها، نظرا لتواجد المطربين على شاشات الفضائيات بصورة مستمرة.