كشف محافظ البحر الاحمر اللواء احمد عبدالله عن اقامة أكبر مزرعة سمكية علي البحر الاحمر في المنطقة ما بين الزعفرانة وراس غارب علي خليج السويس باليحر الأحمر.

وقال عبد الله - خلال لقائه أعضاء لجنة الزراعة والري والامن الغذائي بمجلس النواب برئاسة النائب هشام الشعيني التي تقوم بزيارة ميدانية لمحافظة البحر الاحمرحاليا - ان جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة يقوم الان بالاعداد لاكبر مزرعة سمكية بالتعاون والتنسيق مع الجانب الصيني علي شواطئ البحر الاحمر علي غرار ما تم في بركة غليون علي البحر المتوسط .

وأضاف: أنه ليس هناك مناطق صيد للاسماك في البحر الاحمر ولذلك يتجه الصيادون للصيد في منطقة باب المندب والسواحل الصومالية وهو ما جعلنا نفكر في انشاء ميناء للصيد بمنطقة شلاتين من اجل تخفيض تكاليف رحلة الصيد وزيادة عدد الرحلات وبالتالي زيادة انتاج الأسماك. 

واشار عبدالله الي ان الدولة تقوم بتنفيذ خطة طموحة من أجل ان تكون محافظة البحر الاحمر علي الخريطة الزراعية والانتاج الحيواني والداجني ومصدرا من مصادر الدخل القومي في تلك الانشطة ومن اجل ذلك تم البدء بالفعل في العمل علي عدة محاور ومنها اقامة السدود والبحيرات من اجل تخزين مياه الامطار والسيول واستخدامها في الزراعة.

ولفت إلى ان المحافظة تعاني من شح المياه، ويتم العمل حاليا علي تهيئة البنية الاساسية للزراعة وليكون المخزون من المياه الجوفية كافيا للزراعة 30 او 40 سنة علي الاقل.

وتابع: أن الدولة رصدت 890 مليون جنيه لاقامة مشاريع السدود والخزانات والبحيرات وتم البدء بالفعل في عمل عدة مشاريع بتكلفة 469 مليون جنيه في كل من راس غارب والغردقة ومرسي علم وشلاتين وتلك المشاريع لها اهداف متعددة الاول توفير مياه للزراعة والمحافظة علي البنية الاساسية من طرق ومساكن وغيرها من مخاطر الامطار والسيول وكذلك توفير البنية الاساسية للزراعة وللتنمية المستدامة.

ونوه إلى أن المحافظة تسعي لتكرار تجربة دولة الامارات العربية المتحدة في زراعة احد النباتات التي تسقي بمياه البحر والمياة الملاحة وهذا النبات يستخدم كعلف حيواني، وأن سبة البروتين فيه اعلي من الموجودة في البرسيم وهذا النبات يزرع بالفعل في دول امريكا الجنوبية وتمت تجربة زراعته في الامارات ولذلك هناك وفد مصري الان بالامارات برئاسة نقيب الزراعين من أجل التعاون مع الامارات والاستفادة من تجربتها وتوفير التقاوي الخاصة بهذا النبات والذي سيغير خريطة الزراعة والانتاج الحيواني في مصر.

وأضاف: اننا نملك مساحات شاسعة على سواحل البحر وسيترتب علي ذلك استيراد ماشية من السودان واثيوبيا لاقامة مزراع للانتاج الحيواني، مشيرا الى أن هذا الامر سيعمل علي حل مشكلة اللحوم وسيكون هناك اكتفاء ذاتي لمصر من اللحوم وهو  امر مهم للغاية وللامن الغذائي وستكون محافظة البحر الاحمر هي خط الامن الغذائي الاول لمصر اذا ما نجحت التجربة، ونسبة نجاحها كبيرة جدا لتشابة ظروف الامارات مع منطقة البحر الاحمر.
وأكد محافظ البحر الأحمر أن الدولة تقوم برعاية أكبر مشروع للانتاج الداجني حيث قامت الدكتورة نائب وزير الزراعة مني محرز بالاتفاق بالفعل مع مستثمر إيطالي من أصل مصري لاقامة مشروع متكامل في المنطقة ما بين الغردقة ورأس غارب يضم المشروع مصنعا لاعلاف الدواجن ومزراع للتربية ومجازر خاصة وأننا اكتشفنا ان هناك نفوقا للدواجن التي يتم تربيتها داخل الكتل السكنية بنسبة أكبر من 30 % ولذلك قررنا اقامة هذا المشروع في المنطقة البعيدة عن الكتل السكنية.
وأضاف أن المحافظة بدأت بالفعل تجني ثمار الخير في المجال الزراعي بعد أن تم اقامة مزراع يتم ريها بمياه التحلية من البحر ومنها ما تم بالفعل في منطقة وادي الديفة ومنطقة وادي ابوسعفة ومنطقة وادي حوضين وبعض المناطق الاخري والتي نعتمد من خلالها علي توطين الشباب في الزراعة بدلا من الرعي وبالفعل بدأ الانتاج والتسويق ويباع المنتج بنسبة 50% أرخص من ثمنه في السوق كما نقوم أحيانا بتوزيع المنتج بدون مقابل لأهالي محافظة البحر الاحمر.
   ومن جانبه أكد رئيس لجنة الزراعة هشام الشعيني أن مجلس النواب داعم قوي لكافة المشاريع الزراعية بالبحر الاحمر سواء من خلال تقديم الدعم الفني بالتعاون والتنسيق مع الوزارات المعنية سواء الري أو الزراعة من أجل اقامة مشاريع السدود والخزانات والبحيرات او من خلال اقرار اي تشريعات ترغب فيها المحافظة من اجل العمل وبقوة في مجال الزراعة ومجالات الامن الغذائي.
وقال الشعيني إن ما يحدث علي أرض محافظة البحر الاحمر يعد أملا حقيقيا لمصر خاصة دراسة مشروع الانتاج الحيواني والاكتفاء الذاتي لمصر من اللحوم. وأشاد الشعيني بمشاريع الامن الغذائي والمشروعات الزراعية التي تجري علي ارض المحافظة خاصة وان البحر الأحمر لها طبيعة خاصة ودخولها في تلك المجالات يعد تحديا كبيرا نجحت فيه وهو ما يعيد الامل للجميع واصبح امل مصر الأن في البحر الاحمر .
وقام محافظ البحر الاحمر اللواء احمد عبدالله باهداء درع المحافظة للجنة الزراعة والري والامن الغذائي عقب اللقاء الذي جمع اعضاء اللجنة بالمحافظ بمقر عام ديوان المحافظ والذي انتهي في ساعة مبكرة من صباح اليوم ، واكد المحافظ تقديرة لدور البرلمان وخاصة لجنة الزراعة، مؤكدا ان البرلمان والجهاز التنفيذي جناحا الدولة المصرية وهناك تناغم وتنسيق تام بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية من أجل تفويت الفرصة على المتربصين بالبلاد.