الدقهلية - مصراليوم
11 طفلاً توفوا خلال أسبوعين فى مستشفيات محافظة الدقهلية دون أسباب واضحة غير التى سجلها الأطباء، وهى ضيق التنفس والتشنجات، وتحول الجسد إلى اللون الأزرق، والتهاب رئوى، مع عدم توافر عناية مركزة لعلاجهم. ومن بين الأطفال المتوفين 9 ماتوا فى مستشفى المنزلة المركزى، وواحد توفى أثناء نقله من مستشفى دكرنس المركزى إلى «أجا المركزى»، والأخير مات فى مستشفى بلقاس.
وبينما كان الأطباء يرجحون إصابة هؤلاء الأطفال بمرض الإنفلونزا، جاءت التحاليل سلبية، وهو ما فسّره أحد أطباء مستشفى المنزلة بأن جميع الأطفال الذين أجريت لهم عمليات مسح الحلق لتحليلها كان أطباء الاستقبال أعطوهم من عقار «التاميفلو»، ما أظهر النتيجة سلبية. ووفقاً للوقائع التى يرويها الأهالى والأطباء فإن الأطفال الذين نجوا من الموت، أنقذهم الأطباء بأعجوبة، ومن بينهم الطفل محمد مستجير، الذى ركّب له الأطباء أنبوبة حنجرية، وقطع ساعتين ونصف الساعة فى سيارة الإسعاف، من مستشفى المنزلة العام إلى مستشفى المنصورة الدولى، ومع مرور الوقت ساءت حالته، لكن مع دخوله العناية المركزة تحسن الوضع كثيراً، وبعد يوم تم نقله من العناية إلى قسم الأطفال. وقالت والدته لـ«الوطن»: ابنى مرض فتوجهت به إلى طبيب خاص، طلب منا التوجه إلى المستشفى العام، وهناك احتجزوه وأعطوه أدوية لمدة يومين، وكان المستشفى لا يوفر لنا سوى «الماسك»، وأنا أشترى كل الأدوية والمحاليل من صيدلية خارجية، ومع مرور الوقت كانت حالته تتأخر، حتى صرخت فى الأطباء، فقرروا نقله للعلاج بالمنصورة، وفى البداية قالوا لنا ليس له مكان، وبعدها قبلوه، وفى العناية المركزة استقرت حالته.
وكشف مصدر مسئول بمستشفى المنزلة أن 4 أطفال توفوا داخل قسم الأطفال، و4 آخرين توفوا داخل استقبال المستشفى، وبعدهم طفل توفى، بينما كانت سيارة الإسعاف تنقله، فعادوا به إلى البيت مرة أخرى. وأضاف المصدر: «لقد توفى طفلان آخران بنفس الأعراض، الأول عند نقله من مستشفى دكرنس العام إلى مستشفى أجا المركزى، والثانى داخل مستشفى بلقاس المركزى»، موضحاً أن «سوء حالة الجو فى الفترة الأخيرة وراء إصابة الأطفال بهذه الأعراض التى تؤدى إلى وفاتهم، ومعظمها التهابات فى الشعب الهوائية، تتطور إلى التهاب رئوى حاد، لعدم وجود غرف عناية مركزة للأطفال». وحصلت «الوطن» على مستند صادر عن الإدارة العامة للطب الوقائى بالدقهلية، حول الحالات المتوفاة بقسم الأطفال بمستشفى المنزلة، يكشف أن الحالات الأربع أصيبت بالتهاب رئوى حاد، والتهاب شعبى، بالإضافة إلى تشنجات عصبية، ونقص فى النمو. ولم يذكر التقرير سوى حالة واحدة تم أخذ مسحات لها لتحليلها للاشتباه فى إصابتها بالإنفلونزا.
وذكر التقرير أسماء 10 أطفال أصيبوا بالتهاب رئوى خلال الفترة من 29 يناير الماضى حتى 4 فبراير الحالى، توفى منهم 4، وهم: «ملك السيد أحمد الديب»، عمرها شهران، من قرية الشبول، دخلت المستشفى يوم 29 يناير وتوفيت فى اليوم التالى بالتهاب رئوى شديد، و«نورا عبده تميم محمد القطان»، عمرها 6 شهور، من مدينة المنزلة، دخلت المستشفى يوم 31 يناير وتوفيت فى اليوم ذاته باشتباه التهاب فى المخ وتشنجات عصبية، و«زينب محمد دياب»، عمرها 5 سنوات، من قرية الأحمدية، دخلت المستشفى فى الأول من فبراير وتوفيت فى اليوم ذاته بالتهاب رئوى ونقص فى النمو وضمور بالمخ، و«زياد السيد الجهورى»، عمره 3 سنوات و6 شهور، من قرية الشبول وتوفى بالتهاب رئوى حاد.
ومن جهته قال الدكتور حسن غلاب، مدير مستشفى المنزلة العام، لـ«الوطن»: إن الحالات الأربع التى توفيت بقسم الأطفال توفيت لأسباب مختلفة، وليس لسبب واحد كما يشاع، منها حالتان بالتهاب رئوى، وحالة بنزلة معوية حادة، والرابعة بعيب خلقى، مشيراً إلى أن الأربعة الآخرين الذين توفوا فى قسم الاستقبال لم يحظوا بأى رعاية طبية لأنهم وصلوا المستشفى بعد وفاتهم. وأضاف: «نحن مستشفى كبير، ونستقبل تحويلات من جميع المستشفيات المجاورة، يأتينا فى الشهر 2500 طفل، يدخل منهم 300 حالة قسم الأطفال، وإيه يعنى لما 4 يموتوا من كل هذا العدد؟». فى الوقت نفسه قال مصدر مسئول بديوان عام محافظة الدقهلية إن حسام الدين إمام، محافظ الدقهلية، أصدر قراراً بإرسال لجنة بقيادة الدكتور هشام مسعود، مدير الطب الوقائى ووكيل مديرية الصحة بالدقهلية، لمعاينة قسم الأطفال بالمستشفى، لرفع تقرير له عن حالته، وسبب وفاة الأطفال هناك. وأضاف المصدر أن «النقص الشديد فى غرف العناية المركزة للأطفال بمستشفيات المحافظة هو السبب الرئيسى وراء هذا العدد من الوفيات، لدينا فقط 14 سرير عناية مركزة بمستشفيات الصحة، تخدم أكثر من 2 مليون طفل من عمر شهر حتى 16 سنة، وهذا رقم ضعيف جداً».