مكتبة الإسكندرية

 أصدرت مكتبة الإسكندرية إصدارا جديدا من كتاب (ابن خلدون .. البحر المتوسط في القرن الرابع عشر، قيام وسقوط إمبراطوريات) إعداد الكاتبة داليا عاصم، وشارك في تحريره الدكتور خالد عزب ومحمد السيد.
وكان أول إصدار للكتاب في أسبانيا، وجمع 50 مقالاً علمياً تستهدف تحليل الجوانب الإيجابية والسلبية بين الشرق والغرب وصولاً إلى أن الأندلس بما تحمله من عبق الخبرة، تمثل سيناريو لتعزيز الحوار بين الحضارات، وضم مجموعة من الوثائق وصور المقتنيات ذات القيمة الفنية والتاريخية.
وذكرت المكتبة ـ في بيان لها اليوم الأحد، أن ترجمة الكتاب للغة العربية يمثل بعث للإرث المشترك بين العرب والأسبان عبر تناوله لأكثر القرون تحولا نحو التفكك والاضمحلال في العالم العربي والازدهار والنهوض في العالم الغربي.
قدم للنسخة العربية إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، والمنجي بو سنينه المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والشيخ مشعل بن جاسم آل ثاني رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث بقطر.
يعتبر ابن خلدون نتاجا للحضارة الإسلامية العربية، التي توهجت وبلغت ذروتها في القرن الرابع عشر، ونموذجا للعولمة التي نعايشها الآن، فرغم رحيله إلا أن شعوب العالم تتزاحم للاحتفاء به عرفانا بما خلفته أطروحته الفلسفية من كنوز لن تجد من يثمنها ويجزل لها الشكر المستحق.
فقد انكب بن خلدون على دراسة الظواهر الاجتماعية من خلال اختلاطه بشعوب البحر المتوسط، وكشف القوانين التي تخضع لها الظواهر الاجتماعية الكبرى، سواء في نشأتها أو في نموها وتطورها.
وتجلي فكر ابن خلدون في "المقدمة" التي ألمع فيها بمغالط المؤرخين وتحدث فيها عن فضل علم التاريخ وتحقيق مذاهبه، معلنا تأسيس علم جديد أطلق عليه علم العمران، كما انتبه لأهمية المجتمعات البدوية وأهميتها للإنسانية، وقارن بينها وبين المجتمعات الحضرية.