القاهرة - مصر اليوم
اتخذت الدولة إجراءات عاجلة في الفترة الأخيرة للوقوف بحزم تجاه كل من يخالف القانون ويستبيح ممتلكات الشعب في غفلة من الزمن دون خوف من العقاب أو المحاسبة، فقرارات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي اتخذها بشأن إزالة التعديات على بحيرة مريوط، واستعادة حق الدولة المسلوب منذ سنوات طويلة، جاءت لتؤكد أنه لا أحد فوق القانون أو المحاسبة.
قبل يومين أعطى الرئيس السيسي توجيهات إلى كافة الجهات المعنية في الدولة بسرعة الانتهاء من حسم المخالفات الواقعة في منطقة الكينج مريوط، وكذلك التعديات المحيطة بالبحيرة، وأن يكون الملف تحت إشرافه بشكل شخصي.
وتعكف الجهات المعنية بمحافظة الإسكندرية، على إعداد ملف كامل بالمخالفات والتعديات التي طالت المنطقة وكذلك مقترحات بكيفية التعامل معها للبدء فورا في تنفيذ إزالة التعديات وتقنين الأوضاع وفقا لمقتضيات المصلحة العامة.
فرحة الصيادين
قابل الصيادون ببحيرة مريوط قرار فتح ملف التعديات على البحيرة بفرحة وترحاب، خاصة وأنهم ظلوا لسنوات طويلة يطالبون بوقف نزيف الردم الجاري على ضفاف البحيرة.
اقرأ أيضًا:
خطوة جديدة للقضاء على ظاهرة استغلال رواد شواطئ الإسكندرية
"قرار انتظرناه كثيرا والحمد لله إن الريس أخد قرار يحقق أحلامنا في وقف التعديات على البحيرة".. بهذه الكلمات علق محمد الألفي، النقيب السابق لصيادي بحيرة مريوط، مضيفًا أن البحيرة عانت لسنوات طويلة من التعديات التي حدثت على البحيرة.
وأوضح أنهم ينتظرون بفارغ الصبر بدء تنفيذ إزالة التعديات على البحيرة، خاصة بأحواض الـ5 آلاف و6 آلاف، مبينا أن أجزاء كبيرة من البحيرة تم ردمها وضمها لشركات دون حق.
وأشار نقيب صيادين بحيرة مريوط، إلى أنهم ينتظرون أيضا قرارًا بعودة الحياة للبحيرة من خلال إزالة الهيش والبوص وتنظيف البحيرة التي ستتحول إلى مصدر كبير لإنتاج الأسماك، حيث يعمل قرابة 10 آلاف صياد بالبحيرة.
لا أحد فوق القانون
بدوره، قال سعيد يونس، مدير بحيرة مريوط، إن قرار الرئيس بإزالة التعديات على البحيرة جاء في وقته بعدما طالت التعديات أجزاء كبيرة من البحيرة، لافتا إلى أنه كان من المستحيل استمرار الوضع كما هو عليه الآن من تعديات وتجاوزات.
وأضاف أن ما يقرب من 15% من مساحة البحيرة حدثت عليها تعديات سواء بالردم أو بالإشغال من شركات وهيئات مختلفة بالإضافة إلى بناء مساكن في قلب البحيرة وهو ما يخالف المنطق، وتابع: "إذا أردنا أن نهتم ببحيرة مريوط حقا فعلينا أن نزيل جميع التعديات وهو ما سيحدث بالفعل خلال الأيام القليلة المقبلة، خاصة وأن قرار الرئيس لن يجعل أحد فوق القانون"، لافتا إلى أنهم ينسقون مع الجهات المعنية لتوفير المعدات والخرائط الخاصة بالتعديات وسيتم عمل معاينة خلال أيام تمهيدا لتنفيذ قرارات الإزالة.
وأشار مدير بحيرة مريوط، إلى أن المساحة الفعلية الحالية لبحيرة مريوط تبلغ 13 ألفًا و833 فدانًا، وأن إزالة التعديات ستساعد كثيرا في عودة البحيرة إلى سابق عهدها.
جدول زمني
بدوره، أوضح المهندس عبد العزيز مروان، رئيس هيئة الثروة السمكية بالإسكندرية، أنه سوف يتم وضع جدول زمني لإزالة التعديات ببحيرة مريوط بالتنسيق مع القوات المسلحة.
وأضاف أن التعديات تتضمن 6 تجمعات سكنية تضم قرابة 400 منزل داخل حدود البحيرة، إضافة إلى 15 تعدٍ آخر غير سكني مثل مقار للشركات ومخازن وأكشاك.
ولفت "مروان"، إلى أن حرم البحيرة يقارب 200 متر يمنع في محيطها هذه المخالفات، متابعًا: "هناك الفيلات والمقاطعات السكنية الفاخرة التي تم بناؤها على أراضي مستقطعة من البحيرة منذ عقود لم يصبح للثروة السمكية الآن أي ولاية عليها".
عودة الحياة لوادي مريوط
من جانبه، قال الدكتور عبد العزيز قنصوة محافظ الإسكندرية، إن بحيرة ووادي مريوط معلم حضاري وتاريخي للثغر وستعود للحياة مرة أخرى، وفق رؤية رئاسية دقيقة لملف بحيرات مصر، ومتابعة الرئيس السيسي الشخصية لمراحل العمل في هذا الملف.
وأضاف المحافظ، أن الأعمال التنفيذية خلال أيام وجيزة، بعد أن تم نقل معدات التكريك، عقب انتهاء تطوير بحيرة المنزلة، وقد تم عرض مشروع تنمية بحيرة مريوط أثناء افتتاح الرئيس السيسي لمشروع "بشاير الخير 2"؛ حيث من المقرر قيام الهيئة الهندسية للقوات المسلحة العمل بالمعدات الحديثة وبكامل طاقتها.
وأعلن محافظ الإسكندرية، أن إجمالي عدد الطلبات التي تقدم أصحابها لتقنين أوضاعها للمحافظة ٤٢٦٤ طلبا موزعة على أحياء المحافظة العشرة، بما فيها منطقة كينج مريوط والمناطق المتاخمة لها في حي العامرية ومدينة برج العرب.
ولفت إلى أن أعمال التقنين تتم بمعرفة اللجان المختصة بعد إجراء المعاينات لتسعير الأرض والبت فيها، وأخذ موافقات القوات المسلحة على إجراءات التقنين، ومراجعتها بمعرفة لجان المحافظة.
ووفقا لإحصائيات محافظة الإسكندرية، فإن الأجهزة التنفيذية بالإسكندرية أزالت تعدٍيات على أراضي أملاك للدولة بمنطقة كينج مريوط، تعد أشهرها إزالة التعديات على 40 فدانا بطريق سوميد كينج مريوط، و4 آلاف متر مربع بمنطقة كينج مريوط بجوار المصرف، والتعديات على مساحة 734 مترا مربعا ببرج العرب الكافوري، المتاخمة لبحيرة مريوط.
وشهدت المنطقة وتحديدًا في يونيو 2018، أزمة إزالة 27 فيلا بمنطقة الكينج مريوط، والتي كانت موضع طلب الإحاطة في فترة محافظ الإسكندرية السابق الدكتور محمد سلطان، والذي تحدث في اجتماع لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب بشأن تلك الواقعة، حيث قال إن الفيلات تم بنائها بالتنسيق مع فاسدين في الحي، وتم القبض عليهم وأوصت الجهات الرقابية بإزالة الفيلات، وتبين أن أصحاب الفيلات لديهم أماكن أخرى للسكن.
قـــد يهمــك أيضـًا:
محافظ الإسكندرية يكرّم رانيا محمد بطلة العالم في رفع الأثقال
محافظ الإسكندرية يستقبل وزير الأشغال والكهرباء والإسكان النيجيري