الإسكندرية - محمد المصري
نظمت مديرية أوقاف الإسكندرية أمسيات دينية عقب صلاة المغرب تناولت موضوع " الصبر والمصابرة عدة البناء وأداة النصر.
وصرح بذلك الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف في الإسكندرية، منوهًا بأن هذه الأمسيات تأتي في إطار تنفيذ توجيهات الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف بتنشيط العمل الدعوى ونشر الفكر الوسطي المستنير على أيدى العلماء المتخصصين بكل يسر وسماحة و دون غلو أو تشدد.
وأكد العجمي على أن الصبر هو وقود حياة المسلم، على ما يلاقيه من مصائب ومصاعب، وهو أساس الثبات على الدين كما كان الأولين.
وأوضح العجمي أن للصبر فوائد عظيمة، أنبأنا بها ربنا بآياته الكريمة، ومنها، أنه سبب للفلاح، أن ثواب الصبر لا يقدر ، يقول تعالى ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾، أن الخير كل الخير في الدنيا والآخرة إنما يكون بالصبر، أنه يجلب معية الله لعباده، أنه سبب لتحصيل الإمامة في الدين، أنه سبب لمحبة الله لعباده، أنه سبب لمغفرة الذنوب وتحصيل الأجور، أنه سبب لجلب من الرب على الأعداء.
وتابع العجمي حديثه قائلاً، المعركة عندما تَطول مع أهل الباطلِ، فإن الغَلَبة والنُّصرة تكون لأصحاب العقيدة الصحيحة، إذا تحلَّوا بالصبر والثبات على المبدأ، فالعاقبة تكون لأهل الحق؛ كما قال الله تعالى ﴿ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)، فتأمَّل كم مكَث فرعون يقتل في بني إسرائيل قبل مجيء موسى - عليه السلام - ثم كانت العاقبة للمستضعفين بعد صراع طويل ومرير مع أهل الباطل! وتأمَّل كم عانى يوسف - عليه السلام - في حياته ثم كانت العاقبة له، وعلَّل يوسف - عليه السلام - نصره بشرطين، ذَكَرهما الله تعالى في قوله ﴿إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ ، فهذان الشرطان هما مُرتكز أسلحة المؤمنين: الصبر والتقوى، كما قرَّر البارئ - سبحانه - في التغلب على كيد الأعداء أيضًا بهذين الشرطين: ﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾
ووجه العجمي رسالة لكل أفراد المجتمع قائلاً : إن النصر ليس بكثرة العدد والعدة؛ ولكن بمقدار قرب المؤمنين من ربهم وبمقدار اعتمادهم وتوكُّلهم على الله - عز وجل - حتى وإن خاضت الملائكة المعركة مع المؤمنين، فإن النصر لن يكون بذلك؛ بل من الله - عز وجل - كما قال الله تعالى ﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ ، وكما قال - سبحانه -: ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾
ويجب علينا جميعًا أن نقف على قلب رجل واحد خلف قيادتنا ونقوي سواعد البناء والتنمية والتي نراها تتحقق كل يوم بافتتاح مشاريع تنموية جديدة في كل بقعة من أرض مصر الغالية فهذه المشاريع هي ثمرة الصبر والمصابرة وهما ما يتميز به المصريون.