انهيار عقارات

تنتظر محافظة الإسكندرية، كارثة حقيقية بخاصة مع اقتراب موسم الشتاء، وذلك لوجود ما يقرب من 5 ألاف عقار أيل للسقوط نظرًا لقدميتهم التي تخطت الـ 100 عام، وأحدثت ضررًا كبيرًا ماديًا ومعنويًا على من داخل تلك العقارات والقريبين منها في العقارات المجاورة.

 وشهدت المحافظة الساحلية خلال الفترة الماضية وقائع عدة إثر انهيارات في عقارات بها سكان، وهو ما أخلف عددًا من القتلى والمصابين، وعلى الرغم من صدور قرارات إزالة سابقة لكثير من هذه العقارات إلا أن محافظة الإسكندرية فشلت في تنفيذها نظرًا لعدم وجود بدائل لنقل قاطني العقارات، ليضطر في النهاية قاطنيها للمكوث بها  ليظل الحال أخيرًا كما هو عليه.
 
ويلجأ بعض ملاك تلك العقارات إلى عدم تنفيذ قرارات الترميم الصادرة من الأحياء أملا في انهيار منازلهم وطرد السكان الذين يدفعون إيجارًا شهريًا بسيطًا، وطمعًا في بناء برج سكني على الأرض ليتربح منه بمبالغ طائلة.
 
وقال عبد المنعم محمد عمران، أحد أهالي منطقة محرم بك، إن المنطقة تحتوى على الكثير من العقارات التي ترجع نشأتها إلى أكثر من مائة عام، وهذه العقارات دائمًا ما تسبب حالة زعر بين الأهالي، نظرًا للانهيارات أم الجزئية بها أو الانهيارات الكاملة، بخاصة عقار بوالينو والذي تسبب في مقتل 3 من سكانه، من ضمنهم سيدة كان تصادف مرورها أسفل العقار، وهذا أن دل فأنه يدل على أن الكارثة طالت الجميع سكانها والماراه.
 
وأضاف، رؤساء الأحياء غير مؤهلين للعمل في مدينة بحجم الإسكندرية، ودائمًا ما يفشلون في علاج أي من المشاكل المحيطة بخاصة مشاكل العقارات، حيث أن الأحياء تسير بجملة "أنا عملت اللي عليا"، رغمًا أن هذه الأحياء تعتمد على قرارات إزالة قديمة أو قرارات ترميم من دون إبلاغ قاطني العقار ومن دون النظر في مشاكل العقار والحالة المادية البسيطة لأغلب السكان الذين يضطرون أخيرًا في المكوث في هذه العقارات.
 
أوضح عن حادث انهيار عقار "بوالينو" في المنطقة، ، أن العقار انهار الساعة التاسعة صباحًا حينها، وبمجرد مشاهدة أحد شباب المنطقة للواقعة حاول التدخل لإنقاذ المصابين ألا أنه أصيب وتم نقله إلى المستشفى، وهذا يبين أن هذه الكارثة طائلة ليد الجميع فكارثة واحدة راح ضحيتها 2 من سكان العقار وسيدة من خارج العقار, وأصيب شاب من أهالي المنطقة، فلابد على الدولة حل أزمة هذه العقارات والأبنية المخالفة أيضًا بدلًا من تكريم رؤساء الأحياء وتسببهم في غضب في نفوس الشارع السكندري.
 
ونرصد الكثير من وقائع انهيارات العقارات بداية من هذا العام، حيث بدأت تلك الوقائع في 13 فبراير/شباط الماضي، حيث أصيب موظف وتحطمت سيارتان في انهيار جزئي بعقار في منطقة العطارين، ثم قيام حي المنتزه في شهر مارس/أذار، بإخلاء عقار مكون من 3 طوابق في منطقة سيدى بشر قبلي من السكان بعد انهيار أجزاء منه، ثم في شهر أبريل/نيسان واقعة انهيار عقار قديم مكون من 3 طوابق في منطقة الحضرة في وسط الإسكندرية، ثم الواقعة الأبرز والتي دلت على الإهمال والتقصير الكبير في التعامل مع هذه الأزمة وهي ميل عقار الأزاريطة والتي شردت العشرات من سكانها طوال شهر رمضان في الشوارع ونقلهم إلى أماكن في أطراف المحافظة.
 
تعددت الواقع مع شهر سبتمبر/أيلول ، بدءً من واقعة انهيار سقف إحدى الشقق في مساكن البستة في منطقة العامرية غرب الإسكندرية، والذي تسبب في إصابة سيدة بكسر في ساقها, مما استدعى نقلها إلى المستشفى، وفي اليوم ذاته انهار عقار في منطقة محرم بك، مما أدى إلى وفاة 3 أشخاص وإصابة شخصين أخرين، وتلاه يوم 9 سبتمبر/أيلول انهار العقاران رقم 11 و13 في شارع الحنبلة التابع إلى حي الجمرك، من دون أي خسائر في الأرواح، وفي 10 سبتمبر/أيلول من الشهر ذاته انهارت أجزاء من عقار في منطقة كليوباترا، شرق الإسكندرية، من دون حدوث إصابات، فيما أخلت غرفة عمليات المحافظة، العقار من سكانه، وختامًا وليس بالختام في يوم 13 من الشهر الجاري انهارت أجزاء من عقار في حي المنتزه ثان مكون من طابق أرضي و4 طوابق علوية مما تسبب في مقتل طفل وإصابة 3 أخرين.