الإسكندرية - محمد المصري
انطلقت قافلة دعوية كبيرة لأداء خطبة الجمعة في مساجد إدارة أوقاف غرب الإسكندرية، تحت عنوان "سبل تقدم الأمم ودور الفرد فيها"، الجمعة، برعاية الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف في الإسكندرية؛ تنفيذًا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بضرورة إظهار الوجه المشرق من تاريخ أمتنا وكيفية المساهمة في بناء وطننا ودور كل فرد من أفراد المجتمع في ذلك.
وقال العجمي: "لا شك أن الدول لا تبني بغير العمل، والعمل أمرٌ شاق يحتاج إلى عزيمةٍ قوية، وسواعد فتية، وأناس مؤمنين بأوطانهم، كما أن الأوطان لا تُبنى بالكلام ولا بالشعارات، ولا بالأثَرة والأنانية، أما أهم عوامل القوة فتتمثل في عمق الانتماء للوطن والإيمان به والعمل لأجله، وتتمثل كذلك في سواعد شبابه وخبرة شيوخه، والتكامل بين جميع أبناء الوطن رجالًا ونساءً، شبابًا وكهولًا".
وأوضح أنه من الأدوات التي تفتك بالمجتمعات والدول تعصف بها داء الإهمال، فقتل النفس إهمالًا كقتلها إرهابًا، فكلاهما قتل يترتب عليه إزهاق الأنفس والأرواح، وضياع مالٍ إهمالًا كضياعه إرهابًا، فالمحصلة هي ضياع المال أو إهداره على كل حال، ومن الأدواء التي تفتك بالأوطان أيضًا وتدمرها شيوع روح الأنانية والأثرة والبحث عن الثراء السريع ولو على حساب القيم والمبادئ وحميد الأخلاق وكريمها.
واختتم العجمي حديثه بتأكيد أن دور الفرد هو الأساس في عملية بناء المجتمع الفاضل، إذ إن المجتمع في مجموعته إنما يتكون من أفراد، فإذا صلح الفرد صلحت الجماعة وما ضعفت أمتنا في العصور المتأخرة إلا بالتفريط في عملية إعداد هذا الفرد والخلل الذي تطرّق إلى بنائه حتى صار خاويًا بلا روح ومهملًا بلا ضوابط وإنسانًا بلا غاية يسعى لها، ولا أهداف سامية يعمل على بلوغها ولا رسالة يواصل المسيرة لتحقيقها.