الإسكندرية ـ محمد المصري
عقد الشيخ محمد العجمى وكيل أوقاف الإسكندرية، لقاء مع طلاب مدارس الإقبال القومية بعنوان "ترسيخ القيم الإنسانية فى الإسلام" وذلك إستكمالا للدور الوطنى الذى تقوم به وزارة الأوقاف، برعاية الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، فى غرس القيم الإنسانية والمجتمعية فى نفوس النشىء وتربيتهم على حب الوطن والإنتماء إليه، والمساهمة فى خلق جيل جديد بالأمل والعمل والتخطيط الواعى للمستقبل.
وأكد العجمى فى بيان، على أن قيم القرآن الكريم، والحديث النبوى لكل مجتمع من المجتمعات الإنسانية نمطاً من أنماط التربية التى تلائم أوضاعه الاقتصادية ، والاجتماعية، والسياسية، وبالتالى فإن التربية لا تستطيع تحقيق أهدافها ما لم تكن نابعة من واقع المجتمع، والمجتمع الإسلامى يتميز عن غيره من المجتمعات بأنه مجتمع يقوم على عقيدة منظمة لسلوك الإنسان مع خالقه وسلوكه مع نفسه.
وأوضح العجمى أهمية الحديث عن القيم وتعزيزها فى المجتمع فى نقاط محددة لأن التربية الحديثة تواجه قضية هامة وخطيرة، وهى قضية تعليم القيم، فهناك العديد من الآراء والندوات التى تتطلب الاهتمام بمنظومة القيم، باعتبارها أساس وجوهر الوجود الإنسانى، والماديات والرفاهية سيطرت على حياة الأفراد، فأصبحت توجه ممارستهم اليومية، مما أدى إلى تفشى العديد من الظواهر السلبية فى المجتمع، فنحن اليوم بحاجـة إلـى الاهتمام بتعديل السلوك الأخلاقى وترسيخ معايير وقيم الاحترام والفضيلة والرقابة الذاتية لدى الانسان .
وأضاف إن المؤسسات التربوية من "أسرة ومدرسة ومسجد وجامعة وأندية ومكتبة وإعلام وغير ذلك" هى القادرة على تعليم القيم الإيجابية وترسيخها وتعزيزها فى اذهان النشئ وتطبيقها على أرض الواقع من خلال القدوة، وتعليم القِيَم فريضة ينبغى الاهتمام بها، ومسئولية يتحمَّلها الجميعُ دون استثناء، فهى تُعتبَر أكبرَ تَحدٍّ نُواجِهه لمدى قُدْرتنا على تربية أطفالنا، ليكونوا أفرادًا صالحين لذاتهم وأفكارهم ومشاعرهم، ووجوب الحِفاظ على النَّشء من الذَّوبان فى ما يُسمَّى بالعولمة والانسلاخ من الانتماء إلى كِيانهم ومجتمعهم.
وبين العجمى دور المؤسسات التربوية فى تعزيز القيم فى المجتمع، ومنها دور الأسرة هى الوحدة الاجتماعية الأولى التى يتفاعل معها الطفل ويكتسب من خلالها العديد من الاتجاهات والميول والقيم الدينية، وسائر العادات والتقاليد وأنماط السلوك الاجتماعى.
وأكد على دور المسجد البارز فى تنمية القيم الإسلامية، فالمسجد يعمل على تأكيد القيم المركزية المستمدة من الدين الإسلامى الحنيف والتى تعتبر أساسية لاستقرار المجتمع وتماسكه وتقدمه، وأئمة المساجد وخطباؤها من خلال خطبة الجمعة، والمناسبات الدينية والندوات والحلقات النقاشية، التى تعقد بالمسجد ويدعون الناس إلى إقامة الفرائض والتمسك بالقيم الدينية والعمل الصالح خدمة المجتمع والتقرب من الله سبحانه وتعالى.