العريش/ محمد سليم سلام
تحولت العريش في الفترة الأخيرة إلى مجمع للشهداء من كل نوع، سواء من قوات الأمن "القوات المسلحة والشرطة المدنية" أو من مشايخ ورموز القبائل والعائلات والمواطنين العاديين ومن بعض العاملين.
ولا ننكر أن سيناء هي منطقة الشهداء على مدار سنوات طويلة، نتيجة للحروب المتتالية والمعارك التي دارت على أرضها ، واحتلالها حتى تم تحريرها بدماء الشهداء من أبنائها ومن رجال قواتها المسلحة، إلا أن الحرب الأخيرة على الإرهاب أدت إلى سقوط المزيد من الشهداء.
وقرر محافظ شمال سيناء اللواء السيد عبد الفتاح حرحور، تشكيل لجنة عليا للشهداء، على أن تتولى حصرهم وتحديدهم وبحث كيفية تكريمهم بإطلاق أسمائهم على الشوارع والميادين العامة والمدارس وغيرها تكريمًا لهم.
وعقد المحافظ عدة مؤتمرات موسعة ولقاءات مع أسر الشهداء للاستماع لمشاكلهم والاطلاع على مطالبهم واحتياجاتهم الخاصة باستكمال الإجراءات، ورغبتهم بإطلاق أسماء الشهداء على الأماكن العامة.
وحول تعريف الشهيد، قال المحافظ : "إن كل مدني استشهد نتيجة التفجيرات والعمليات الإرهابية أو من استشهد بطريق الخطأ نتيجة تبادل إطلاق النيران بين القوات والعناصر الإرهابية أو من يعمل في القوات المسلحة أو الشرطة المدنية والذي استشهد أثناء تأدية واجباته الوطنية، أو من قتل غدرًا بسبب اتهامه من العناصر الإرهابية بالخيانة لتعاونه مع الأجهزة الأمنية، وكل من تعرض للقتل من المدنيين بسبب أداء عمله ".
وطالب المحافظ رؤساء مجالس المدن بحصر الشهداء في نطاق كل منهم والمدارس والشوارع والميادين العامة التي يتم إطلاق أسماء الشهداء عليها، وأن يتم تكليف نقابة المهندسين أو أي جهة بتصميم نصب تذكاري لمجموعة الشهداء من القوات المسلحة والشرطة والمدنيين، مؤكدًا أنه لن يضيع حق أي شهيد أو مصاب من شهداء ومصابي ثورتي 25 يناير و30 يونيو وما بعدهما، مشيرا إلى توضيح حقوقهم وعمل حصر شامل لأسر الشهداء والمصابين من خلال استمارات تعارف لعرض مطالبهم ومشاكلهم، وكذا توضيح حقوقهم المالية والمعنوية وما حصلوا عليه خلال الفترة الماضية وما تبقى لهم، وأن توجيهات القيادة السياسية هي الاهتمام بأسر الشهداء والمصابين وتوفير أوجه الرعاية لهم وتحقيق مطالبهم.
وكلف المحافظ اللجنة العليا للشهداء بتحديد عدد المدارس والشوارع والميادين العامة وغيرها من منشآت عامة، لإطلاق أسماء الشهداء عليها، والعمل على استعجال صرف بقية المستحقات المالية لأسرهم، والتواصل مع فروع اللجنة بمراكز ومدن المحافظة والعمل على حل جميع مشاكلهم وتحقيق متطلباتهم.
من جانبه أعلن مدير عام التضامن الاجتماعي عطية محمد عطية، أن إجمالي عدد الشهداء والمصابين منذ ثورة 30 يونيو في شمال سيناء بلغ 1328 فردًا، منهم 380 شهيدًا ( 208 من العسكريين و 172 من المدنيين )، والبقية من المصابين، وذلك خلافًا للشهداء والمصابين منذ ثورة 25 يناير حتى قبل ثورة 30 يونيو، مشيرًا إلى أنه تم صرف المستحقات المالية لعدد 21 شهيدًا وعدد 41 مصابًا، علاوة على 79 حالة من الممتلكات الخاصة، وهناك حالة واحدة من الشهداء و5 حالات إصابة و17 حالة ممتلكات خاصة جارٍ صرفها.
وقد تم الانتهاء من وضع لافتات أسماء الشهداء على الشوارع والميادين والمدارس وغيرها من بقية المنشآت كالكباري ومراكز الشباب.
وأعلن مدير عام ادارة العلاقات العامة بديوان عام محافظة شمال سيناء ورئيس فريق العمل المكلف بوضع لافتات أسماء الشهداء علاء الدين عطوة، أنه تم الانتهاء من وضع اللافتات بأسماء الشهداء على شوارع مدينة العريش، ووضع اللافتات بأسماء الشهداء على بقية المنشآت المقرر إطلاق أسماء الشهداء عليها من مدارس ومراكز شباب وكباري وغيرها، وذلك طبقًا لموافقة المجلس التنفيذي للمحافظة برئاسة محافظ شمال سيناء اللواء السيد عبد الفتاح حرحور، على تكريم الشهداء وإطلاق أسمائهم على شوارع وميادين ومدارس ومنشآت المحافظة، تقديرًا لما قدموه في سبيل الوطن، وقد تم ذلك تزامنًا مع احتفالات المحافظة وبقية محافظات مصر بافتتاح قناة السويس الجديدة، وقد شمل التكريم جميع الشهداء من أبناء المحافظة وعدد من شهداء الشرطة وشهداء القضاء وغيرهم من الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن، حيث إن شهداء القوات المسلحة وبقية شهداء الشرطة تم تكريمهم في محافظاتهم وعلى مستوى الجمهورية.
وأشار إلى أن هناك ١٧ شارعا في مدينة العريش و3 شوارع في مدينة الشيخ زويد وشارع واحد في مدينة رفح تم اطلاق أسماء الشهداء عليها، وهناك نحو 5 مدارس وقاعة داخل مدرسة بالعريش ومدرسة واحدة بكل من الشيخ زويد ورفح تم تسميتها أيضا بأسماء الشهداء، علاوة على 4 كباري ومركز شباب بالعريش.
وأشار وكيل وزارة التربية والتعليم حسن حجازي، إلى أنه تم بالفعل بالتنسيق مع الوزارة وهيئة الأبنية التعليمية، تغيير أسماء المدارس وتعديل أختامها ومكاتباتها الرسمية.