اختلاط المياه بالصرف الصحي في سماتاي

بدأ أهالي قرية سماتاي التابعة لمركز قطور في محافظة الغربية شكواهم التي رفعوها إلى رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، بعبارة "أنقذنا يا رئيس الوزراء، صحة أولادنا في خطر، مياه الشرب فيها سم قاتل".

واشتكى الأهالي من إهمال مسؤولي الري والمحليات إثر كسر "سحَّارة" مصرف "بلتاج" التي تمر تحت مياه ترعة "ميت يزيد" في نطاق قريتي سماتاي وبلتاج، واختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي والزراعي التي يمكن أن تفتك بالصحة العامة لأكثر من 80 ألف نسمة من أهالي القريتين والقرى والتوابع المجاورة.

وأسرع المسؤولون فور حدوث الكسر في "السحارة" واندفاع مياه ترعة "ميت يزيد" بالمصرف مما كان سيؤدي لوقوع كارثة محققة تغرق مئات بل آلاف المنازل بقرية "بلتاج"، بالتصريح بأنه تمت السيطرة على الأمر، وسيتم فورًا تحويل مسار المصرف والبدء في إصلاح وصيانة "السحارة".

ونجحوا في إنقاذ المنازل من الغرق لكنهم أغرقوا آلاف المواطنين فيما هو أخطر على الصحة العامة، حيث قاموا بتثبيت ماكينة رفع عند مدخل "السحارة" لرفع مياه الصرف الصحي والزراعي من المصرف وإلقائها في مياه ترعة "ميت يزيد" فاختلطت مياه الشرب بمياه الصرف الصحي والزراعي ورغم مرور أكثر من أسبوعين فإن أحدا لم يتحرك بحجة أن مياه الشرب تم أخذ عينات منها وتحليلها وثبت عدم تلوثها وأنها صالحة للاستهلاك الآدمي.

وأكد مدرس من أبناء قرية سماتاي يدعى قاسم عمارة، "المسؤولون لن يتحملوا مجرد رؤيتهم لمياه الصرف الصحي برائحتها الكريهة، والماكينة تقوم بإلقائها في مياه "ميت يزيد" لكي نشرب منها، خصوصًا أنه لا يوجد بديل عن الشرب من هذه المياه التي أصبحت بطعم ولون ورائحة الصرف الصحي، أين هي التحاليل التي تثبت صلاحية هذه المياه للاستهلاك الآدمي، أتحدى أن يشرب مسئول "بق" واحد من هذه المياه".

وأضاف محاسب من أبناء قرية سماتاي يدعى أحمد حجازي، أن ما يزيد من خوف وقلق وفزع المواطنين من خطر الإصابة بأمراض وبائية، نتيجة تلوث مياه الشرب بالصرف الصحي مثلما حدث في قرى أخرى في محافظتي القليوبية والشرقية هو مرورهم يوميًا ذهابًا وإيابًا على ماكينة الرفع التي تلقي أمام أعينهم بمياه الصرف الصحي في "ميت يزيد" ومعرفتهم بحقيقة المياه التي يحملها مصرف "بلتاج"، مطالبًا بضرورة التحرك السريع لمسؤولي الري والصحة ومياه الشرب والمحليات؛ لإنقاذ صحة المواطنين، قبل أن تقع الكارثة بالفعل.

ويناشد أهالي قرية "سماتاي" رئيس مجلس الوزراء، ومحافظ الغربية سعيد مصطفى كامل بسرعة التدخل بالأفعال الهادفة وليس بالأقوال والتصريحات الجوفاء لإنقاذ صحة أطفالهم من خطر تلوث مياه الشرب.

ويبلغ تعداد أهالي قرية "بلتاج" أكثر من 40 ألف نسمة، ويستغيثون بالمسؤولين في حكومة المهندس محلب لإدراج قريتهم في خطة الصرف الصحي، خصوصًا أنها قرية "أم" وفيها وحدة محلية وتتبعها قرى أخرى، مؤكدين أن جزءًا كبيرًا من القرية يعوم على "بِركة" من المياه الجوفية والجزء الآخر يلقي بمخلفاته في مصرف "بلتاج" المخصص للصرف الزراعي المغطى.