توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصحافة والبرلمان

  مصر اليوم -

الصحافة والبرلمان

بقلم : أحمد عبدالله

خلال الأيام الماضية تصاعد هجوم حاد وضاري تجاه الصحافة تحت قبة البرلمان، وعلى إثر انتقادات لاذعة من جانب عدد من الصحف ووسائل الإعلام لأداء البرلمان ورئيسه علي عبدالعال، فقد اندلعت عاصفة هجوم شديد ضد أصحاب القلم وأرباب المهنة.

في الهجوم على أزمة الصحافة تتبدي عدة رسائل مهمة ودلالات لا يجب تفويتها، أولا أن البرلمان الحالي يضيق صدره بأي هجوم وهو الأمر الذي يجب أن يقوم البرلمان بممارسة "ضبط النفس" حياله، والتخلي عن الاعتقاد القوي والراسخ بأنه لو تركنا الفرصة لتطاول أو تجاوز لمرة واحدة، فإنها ستسحب بعدها عشرات الحالات والمرات من التطاول على البرلمان.

هذا الاعتقاد غير صحيح، ولو نظر البرلمان للأمر من زاوية "النقد والتصويب" لاستفاد كثير مما بين السطور في الموضوعات التي يعتبرها رئيس البرلمان إهانة له وللمؤسسة العريقة التي يترأسها، بالفعل من حق النواب أن يغضبوا لو وصل الأمر إلى حدود من الفجاجة في الهجوم عليهم، ولكن عليهم أيضا ألا يمارسوا ذلك بأنفسهم من خلال عبارات قاسية وألفاظ خادشة للحياء، أطلقها أحد النواب على مرأى ومسمع من الجميع، في معرض هجومه على الصحافة والصحافيين.

الصدام بين البرلمان والصحافة كشف أيضا عن أصوات محنكة وتتمتع بالخبرة الكافية لاحتواء الأمور، والتحدث بشكل لبق، وبه صبغة من العقلانية والاتزان، ما يكف لتهدئة الأجواء، وهو ما قام به رئيس لجنة الإعلام أسامة هيكل، الذي قام بـ"ترطيب" الأجواء، ومنع تصاعد خطير في العلاقة بين مؤسسة البرلمان وجريدة الأهرام أحد أعرق المؤسسات الصحافية على مستوى الوطن العربي، وليس الداخل المصري فقط.

البرلمان عليه أن يكون أكثر صبرًا لسماع الانتقادات، وأن يأخذها فعليًا في اعتباره، لا ينصت لها فقط من باب "الواجب"، وأن يساهم في الدفع بالنواب من القادرين على إدارة الأمور ومنع الأزمات من البداية، وليس حسن إدارتها فقط، وأن يبعد تمامًا أولئك المتجاوزين من النواب، ألا يترك لهم الفرصة للحديث وإبداء الرأي بهذا الشكل.

وأخيرًا المجلس عليه أن يعيد قراءته لدور الصحافة في المجتمعات وبين الشعوب، وأن يرجع لصفحات التاريخ، ويدرك أنه والصحافة سلطات لا غنى عن كل منهما لآخر، وأنه باستطاعتهما الدخول في صدامات ستصيب الطرفين بالخسارة، أو يتحلوا بقدر من المسؤولية التي تحتم تنسيق وتوافق وانسجام وعمل مشترك يعود عليهم وعلي البلاد في جموعها، بما فيه النفع والصلاح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحافة والبرلمان الصحافة والبرلمان



GMT 11:17 2017 الأربعاء ,08 آذار/ مارس

قضايا تشتعل في غياب البرلمان

GMT 08:21 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

البرلمان آخر من يعلم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon