توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصحافة والبرلمان

  مصر اليوم -

الصحافة والبرلمان

بقلم : أحمد عبدالله

خلال الأيام الماضية تصاعد هجوم حاد وضاري تجاه الصحافة تحت قبة البرلمان، وعلى إثر انتقادات لاذعة من جانب عدد من الصحف ووسائل الإعلام لأداء البرلمان ورئيسه علي عبدالعال، فقد اندلعت عاصفة هجوم شديد ضد أصحاب القلم وأرباب المهنة.

في الهجوم على أزمة الصحافة تتبدي عدة رسائل مهمة ودلالات لا يجب تفويتها، أولا أن البرلمان الحالي يضيق صدره بأي هجوم وهو الأمر الذي يجب أن يقوم البرلمان بممارسة "ضبط النفس" حياله، والتخلي عن الاعتقاد القوي والراسخ بأنه لو تركنا الفرصة لتطاول أو تجاوز لمرة واحدة، فإنها ستسحب بعدها عشرات الحالات والمرات من التطاول على البرلمان.

هذا الاعتقاد غير صحيح، ولو نظر البرلمان للأمر من زاوية "النقد والتصويب" لاستفاد كثير مما بين السطور في الموضوعات التي يعتبرها رئيس البرلمان إهانة له وللمؤسسة العريقة التي يترأسها، بالفعل من حق النواب أن يغضبوا لو وصل الأمر إلى حدود من الفجاجة في الهجوم عليهم، ولكن عليهم أيضا ألا يمارسوا ذلك بأنفسهم من خلال عبارات قاسية وألفاظ خادشة للحياء، أطلقها أحد النواب على مرأى ومسمع من الجميع، في معرض هجومه على الصحافة والصحافيين.

الصدام بين البرلمان والصحافة كشف أيضا عن أصوات محنكة وتتمتع بالخبرة الكافية لاحتواء الأمور، والتحدث بشكل لبق، وبه صبغة من العقلانية والاتزان، ما يكف لتهدئة الأجواء، وهو ما قام به رئيس لجنة الإعلام أسامة هيكل، الذي قام بـ"ترطيب" الأجواء، ومنع تصاعد خطير في العلاقة بين مؤسسة البرلمان وجريدة الأهرام أحد أعرق المؤسسات الصحافية على مستوى الوطن العربي، وليس الداخل المصري فقط.

البرلمان عليه أن يكون أكثر صبرًا لسماع الانتقادات، وأن يأخذها فعليًا في اعتباره، لا ينصت لها فقط من باب "الواجب"، وأن يساهم في الدفع بالنواب من القادرين على إدارة الأمور ومنع الأزمات من البداية، وليس حسن إدارتها فقط، وأن يبعد تمامًا أولئك المتجاوزين من النواب، ألا يترك لهم الفرصة للحديث وإبداء الرأي بهذا الشكل.

وأخيرًا المجلس عليه أن يعيد قراءته لدور الصحافة في المجتمعات وبين الشعوب، وأن يرجع لصفحات التاريخ، ويدرك أنه والصحافة سلطات لا غنى عن كل منهما لآخر، وأنه باستطاعتهما الدخول في صدامات ستصيب الطرفين بالخسارة، أو يتحلوا بقدر من المسؤولية التي تحتم تنسيق وتوافق وانسجام وعمل مشترك يعود عليهم وعلي البلاد في جموعها، بما فيه النفع والصلاح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحافة والبرلمان الصحافة والبرلمان



GMT 11:17 2017 الأربعاء ,08 آذار/ مارس

قضايا تشتعل في غياب البرلمان

GMT 08:21 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

البرلمان آخر من يعلم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon