بقلم : أحمد عبدالله
رئيس البرلمان علي عبدالعال ومعه أبرز نواب ائتلاف الأغلبية البرلمانية "دعم مصر"، أبدوا مشكورين رغبة طيبة في تجهيز مشروعات قوانين تحدث فارقا لصالح المواطن المصري، وبالفعل عكفوا على تجهيز مؤتمر موسع بعيدًا عن زحام العاصمة واستغلالا لعطلة برلمانية تقارب الأسبوعين.
واتفقت كوادر البرلمان على الذهاب إلى أحد أجمل المدن السياحية في مصر "الغردقة"، بهدف إثارة حراكا على مستوى إشغال الفنادق هناك، وإحداث إنعاش ولو مؤقت في أوضاع المدينة، باستضافتها حشدًا ليس بالقليل من نواب البرلمان وفي مقدمتهم رئيسه ووكيليه.
الوكيل الأول في البرلمان السيد الشريف قال إن مؤتمر الغردقة الذي سيحضره رئيس البرلمان والوكيلان ورؤساء الهيئات البرلمانية ونواب الائتلاف، سينظم حوارًا سياسيًا هادئًا لوضع اللبنة الرئيسية في سبيل استكمال البنيان التشريعي، ولوضع خطة تشريعيه يتم الاتفاق عليها مع نواب البرلمان يكون هدفها رفع العبء عن المواطن البسيط وبناء مستقبل مصر الحديثة.
وقال الشريف إن هناك تعليمات واضحة من رئيس مجلس النواب للجان النوعية للانتهاء من القوانين التي ستسهم بشكل كبير في رفع مستوي المعيشة، وتلبية مطالب المواطنين في جميع أرجاء المحروسة، وتحقق التنمية الشاملة وعلى رأسها قانون الاستثمار الجديد وقانون المحليات وقانون التأمين الصحي الشامل وقانون الهيئات الإعلامية لضبط الأداء الإعلامي واعتماد خطاب إعلامي يساعد على النهوض بالوطن.
تصريحات وردية رائعة اصطدمت بأولى صخرات الواقع "إهمال صارخ" في مطار القاهرة، تعطل على إثره رئيس البرلمان لمدة لم تقل عن 4 ساعات بصحبة مايزيد عن 100 نائب، اتصالات لم تنقطع بسبب أن الطيارة المفترض استخدامها في الرحلة تعاني أعطال فنية، عدد مهول من الاتصالات ورنين لايتوقف لمحمول الأعضاء من ناحية، وعلى الطرف الآخر وزراء ومسؤولين، ضمنهم وزير الطيران.
بحسب رئيسة لجنة السياحة لم يكن هناك موظف مسؤول في المطار، الجمعة، أو أي شخص قادر على التصرف، قالت إن الإهمال الجسيم يضرب كل شيء، قالت إن لا أحد كان قادرًا على التصرف، أبدت بشكل رسمي غضب البرلمان واعتزامه فتح تحقيق شامل في الأمر مع وزير الطيران وكافة المسؤولين في المطار.
هنا وجد النواب أنفسهم في مواجهة الواقع لا التصريحات المفخمة المملوءة بالأمل التي يطلقونها، هنا تعرفوا على مصر التي يتعامل معها المواطنين في كل ساعة من أيام عمرهم الذي يضبع عبثا وهباء بسبب تقصير فادح هنا وفساد مستشري هناك.
ننتظر من البرلمان المزيد من النزول إلى أرض الواقع، وعدم الارتكان إلى النغمات الحماسية بشأن عظمة المصري القادر على التحمل والتصرف في أصعب الظروف، ليعبروا بنا إلى منطقة بها المصري عظيم بتلبية احتياجاته وتسهيل واقعه والسهر على خدمته.