توقيت القاهرة المحلي 11:54:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

برلمان الأخطاء المتكررة

  مصر اليوم -

برلمان الأخطاء المتكررة

بقلم : أحمد عبدالله

مجلس النواب المصري يرتكب الأخطاء، وحينما يريد أن يصححها ويصوبها فإنه يقع في مزيد من الأخطاء، وهو أمر محير للغاية، بخاصة مع إدراك تاريخ البرلمان المصري وطريقة تعامل القائمين عليه، حتي في أكثر الظروف إرتباكا وضبابية. فلا تكاد تقابل مسؤول أو موظف سابق من الإداريين بالمجلس - وهم حشود ضخمة – حتي يسترسل في سرد الفوارق بين تعامل البرلمان بتركيبته الحالية وقيادته مع الأزمات، وتعامل البرلمان في كل العصور السابقة مع المشكلات، فالتصرف باحترافية مع المشكلات وإدارة الأزمات كانت سمة أساسية في الإدارات السابقة للبرلمان، عكس أداء النواب الحاليين تماما.

منذ أيام فجّر النائب محمد أنور السادات الذي خاضت ضده قيادات البرلمان "حربا شرسة" أطاحت به من رئاسة لجنة حقوق الإنسان، وتسببت في إحالته إلى التحقيق بتمهمة تسريب مشروع قانون الجمعيات الأهلية منتظرا عقوبة قد تطيح به خارج المجلس، كشف مؤخرا عن واقعة شراء سيارات فارهة للبرلمان بملايين الجنيهات، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد أزمة طاحنة.

لا تغيب حكمة "اختيار التوقيت" المناسب عن البرلمان فقط، وإنما يغيب عنه حاسة تمنعه من الوقوع في الأخطاء بشكل متكرر، فسيارات البرلمان باهظة التكاليف ليست الواقعة الأولى وغالبا لن تكون الأخيرة، ضمن سلسلة قرارات استفزت المواطنين في الوقت الذي يتفنن فيه البرلمان ونوابه في إقناع المواطنين بنغمة التقشف الحكومي وتحجيم المصروفات والنفقات.

سبق للبرلمان أن اتخذ قرارا في أشد لحظات تأزم الموازنة العامة بزيادة رواتب وبدلات ومخصصات نوابه، كما أنه سارع بعدها إلى اعتماد زيادات ضخمة على ميزانية وزارة الداخلية، ثم شرع في تنظيم احتفالية كبري بمناسبة مرور قرن ونصف على إنشاء البرلمان، تكلفت عشرات الملايين من الجنيهات بالتزامن التام مع أزمة أختفاء السكر من بيوت المصريين.

البرلمان سبق وأن منح تأشيرات حج للعشرات من نوابه، بتذاكر سياحية وتسهيلات فائقة، استفزت في مجملها المواطنين الغارقين في الأزمات والمشكلات المادية والاجتماعية والاقتصادية، وأقر البرلمان أيضا زيادات لرواتب القضاة، علاوة على عشرات القوانين التي طالبت بفرض مزيد من الضرائب والرسوم على كافة مناحي الحياة في مصر. البرلمان لهذا الحد ارتكب أخطاء متمثلة في استفزاز مشاعر المواطنين، وعدم اختيار التوقيت المناسب لقراراته، ولم يكتف بذلك، وإنما فشل بعدها في معالجة الزخم السلبي المصاحب لهذه القرارات، لم يستطع ولو مرة واحدة أن يخرج بتبرير مقنع أو حجة دامغة حول تلك التصرفات.

الأمانة العامة للنواب أصدرت ردًا على سؤال النائب أنور السادات حول السيارات الفارهة التي اشتراها البرلمان، فكان الرد والتوضيح يدين البرلمان وتصرفاته أكثرر مما يبرئ ساحته، الرد عكس استهانة شديدة بأولويات المرحلة التي تعيشها البلاد، وأوضح تخبط وعشوائية في اتخاذ القرارات سواء من الحكومة أو البرلمان، كما أوضح النقطة الأبرز أن السيارات التي تم شراؤها مؤخرا ثمنها ليس 18 مليون جنية كما أدعي النائب أنور السادات وإنما 22 مليون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

برلمان الأخطاء المتكررة برلمان الأخطاء المتكررة



GMT 11:06 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

البرلمان.. يُمثل من؟!

GMT 09:28 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

البرلمان مرفوع من الخدمة

GMT 08:57 2017 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

البرلمان والأحد الدامي

GMT 19:23 2017 الإثنين ,06 آذار/ مارس

فطنة البرلمان الغائبة

GMT 17:09 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

عام على انطلاق البرلمان المصري (1-3)

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon