توقيت القاهرة المحلي 20:42:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فطنة البرلمان الغائبة

  مصر اليوم -

فطنة البرلمان الغائبة

بقلم : أحمد عبدالله

يبحث مجلس النواب المصري منذ فترة عن "متحدث إعلامي" رسمي، يكون له صلاحيات واسعة في التصريح والتوضيح، والتعبير عن رأي البرلمان ونوابه، بشكل أكثر احترافية ومنهجية وتأثيرًا، حيث لا وجود لهذا المنصب على أرض الواقع، وإنما عمليًا هي الوظيفة المنوطة برئيس المجلس، علي عبد العال.

أعضاء البرلمان على صواب تام في البحث عن هذه الوظيفة، التي يفتقدوها بشدة، فهناك فجوة واسعة بينهم وبين المواطنين، والتي أحيانًا تهدر مجهودات بعض العناصر النشيطة تحت القبة، وتتسبب في ظلمهم بذنب عدد لا بأس به من النواب، لا يتحركون على الأرض، وليس لهم الفعالية ذاتها التي يحظي بها زملاء آخرون لهم.
وهناك أصوات أخرى أكثر ذكاءً وفطنة، تؤكد أن البرلمان الحالي لايحتاج إلى مجرد "متحدث إعلامي"، ينقل التصريحات المكتوبة والمحددة له، وإنما يحتاج إلى "مفكر رسمي"، أي شخص يملي على البرلمان ما يفعله في هذه الأزمة، وكيف يدير تلك المشكلة ويجتنب هذا الصدام، شخص يمتلك من الفطنة مايؤهله ويمكنه ليس فقط من نصيحة قيادات البرلمان بوجهات نظر معينة، وإنما يكون قادر على تطبيقها.

علي سبيل المثال، في أزمة الصحافي إبراهيم عيسي الأخيرة، مؤكد أن الطرف الخاسر الأكبر هو البرلمان، حتي وإن تم الزج بعيسى خلف القضبان، بل أنها ستكون ذورة خسارة البرلمان، فستتعرض صورته خارجيًا وداخليًا لأكبر شرخ وتشويه، منذ نشأة المجلس الحالي، ومرورة بأزمات شديدة كان لعيسى سابقة فيها، حينما أوقفت قناة فضائية برنامجًا لعيسى، كان يذاع عليها، وتسبب في إغضاب النواب.

البرلمان كان بحاجة إلى شخص يفكر له، ويتحدث باسمه، ويسجل الموقف الذكية نيابة عنه، كان يحتاج لشخص يفكر خارج الصندوق التقليدي، المتمثل في الملاحقات القضائية ورفع الدعاوى، كان يحاج لتصرف يباغت الجميع، فبعدما اتهم عيسى النواب بأنهم "مسرحية وفيلم كرتون"، كان على المجلس أن يخرج ليعلن اعتذاره لجميع فئات الشعب عن أي تقصير، وأن ينفي عن نفسه بشكل صارم وواضح، وبمكاشفة غير مسبوقة، أي اتهامات، ويسرد الحقائق والمجهودات والنجاحات، وأن يدرج الإخفاقات أيضا في ذلك، مع تعهد بحلها.

احتاج البرلمان إلى شخص ينصحة بالخروج والإعلان عن حزمة تشريعات تنحاز للمواطنين، وتحدث فارقًا واضحًا في معيشتهم، ويقول إنه لا هدف له إلا خدمة الناس، وأنه لم يغضب من عيسى لشخصه أو لكرامة نوابه وصورتهم فقط، وإنما لأنهم يعملون بجد من أجل المواطن، ولم ينتظروا توصيفات عيسى وهجومه في المقابل، أتمني أن ينصت البرلمان إلى تلك النصيحة المخلصة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فطنة البرلمان الغائبة فطنة البرلمان الغائبة



GMT 11:06 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

البرلمان.. يُمثل من؟!

GMT 09:28 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

البرلمان مرفوع من الخدمة

GMT 08:57 2017 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

البرلمان والأحد الدامي

GMT 16:27 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

برلمان الأخطاء المتكررة

GMT 17:09 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

عام على انطلاق البرلمان المصري (1-3)

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 06:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon