القاهرة – أحمد عبدالله
مجهود كبير ولافت يبذله البرلمان المصري ونوابه حاليا في عدة اتجاهات، فالمجلس دخل أسبوعه السادس على التوالي في حالة عمل بلا انقطاع، حتى أن لجان البرلمان البالغ عددها 25 قد عقدت عشرات الاجتماعات للانتهاء من مناقشة الموازنة العامة الجديدة للدولة، الجلسات العامة لم تتوقف في شهر رمضان وبلغت في إجمالها علي مدار الأسابيع الماضية قرابة الـ"20" جلسة.
رئيس البرلمان علي عبدالعال يصول ويجول في الداخل والخارج، يحضر الجلسات ويناقش النواب ويحتوي الأزمات، ويسافر إلى إيطاليا لإثبات حضور مصري في المحافل الدولية البرلمانية، ويعود ليصدر التشريعات ويشهد استعراض التقارير المفصلة، ويوقع على 92 اقتراح برلماني خاص بأحوال المواطنين.
ولكن لكي لايكون مجهود البرلمان "ضجيج دون طحن" يحتاج إلى مزيد من التواصل الحي والمباشر مع المواطنين، فبينما يشكو المصريين من أهوال المعيشة وأعبائها في شهور رمضان والصيف والامتحانات، وتخوفهم من زيادات مرتقبة في الأسعار، لايدركون أن كثير من النواب يشعرون بهم، ويرفضون تصرفات الحكومة، ولذلك حتما ولابد من عودة بث جلسات البرلمان.
يجب أن لاتضيع التوصيات التي يخرج بها النواب هباء منثورا، فكم من أقتراح وجيه يلقي داخل اللجان النوعية بشكل يومي، بشأن مختلف الموضوعات والأزمات، وكم من "روشتة" عاقلة يتم رصدها لعلاج مشكلة ما ويتم توثيقها في طلبات برلمانية، ولكنها في النهاية تذهب طي النسيان ولا يتم الاعتداد بها.
أحاديث النواب ومداخلاتهم الكلامية بالجلسات العامة ترصد بدقة الكثير من الأحوال والأوضاع وتضع آليات التقويم في الكثير من المواضيع والملفات، لماذا لايتم وضعها في الحسبان والاعتداد بها، ,لماذا يصمت البرلمان حتي الان علي عشرات الحالات من تجاهل السلطة التنفيذية لنظيرتها التشريعية، فما أكثر الاجتماعات التي يتم إلغائها بسبب غياب الوزير الفلاني أو عدم حضور الوزير العلاني، لاطالما هدد النواب باللجوء إلي رئيس البرلمان ليشكو إلي رئيس الوزراء، دون جديد يذكر، ليستمر البرلمان يعاني من تعطل أعماله، وغياب طابع "السرعة" في رصد المشكلات والتصدي لها بسبب غياب الحكومة .
البرلمان ينجز الكثير ولكن يفوته الأكثر، فمطلوب إلي جانب إهتمامه الفائق بـ"الكم"، العناية بـ"الكيف".