بقلم : خالد الإتربي
زادت حدة التوتر بين جماهير قطبي الكرة المصرية "الأهلي" و"الزمالك"، وانتقلت معركتهما من المدرجات، بحكم إغلاقها أمامهم، إلى صفحات التواصل الاجتماعي، واتخذت أساليب الهجوم بينهما مراحل و "تقاليع" كثيرة حتى وصلنا إلى مرحلة "قصف الجبهات".
تستفزني كثيرًا المرحلة الأخيرة، بل وصلت إلى مرحلة الإحجام في أوقات كثيرة عن التواصل مع حساباتي عليها، فالمعروف أنَّ قصف الجبهات يكون في الحروب فقط، معنى ذلك أننا دخلنا في مرحلة العداء بين غالبية جمهور الكرة المصرية، أتمنى أن أكون فهمت التعبير خطا.
التطور في التناحر الذي وصل للعداء بين جماهير الناديين يُنذر بعواقب وخيمة في المستقبل، ليست بعيدة عن سقوط ضحايا، فالكرة المصرية باتت من "أرباب السوابق" في العنف وسقوط ضحايا، فمجزرة بورسعيد والدفاع الجوي سيظلان في الأذهان لفترة طويلة.
المثير في الأمر أنَّ الكبار في هذه المرحلة هم من يشعلون فتيل الفتنة بين جماهير الناديين، وهنا أقصد محمود طاهر رئيس النادي الأهلي ومرتضى منصور رئيس نادي الزمالك.
فرئيس نادي الزمالك أعلن الحرب منذ فترة ليست بالقصيرة على محمود طاهر، ولا يجد حرجا في سبه على الهواء في أحد البرامج الفضائية، ولا أحد يعلم إلى الآن سبب قوة رئيس نادي الزمالك التي تُرهب أي طرف من اللجوء إلى القضاء للحفاظ على حقوقه، ولعل هذا سببًا رئيسيًا في استقواء محمود طاهر بـ"الألتراس"، ودعوته لهم في أحد التدريبات وفتح المجال للجماهير بسب رئيس نادي الزمالك بأبشع الألفاظ.
المتابع لتطور الأزمة بين الجماهير، يُدرك ضرورة أن يعلم كل فرد حجمه في الأزمة، وكيفية إدارتها، فتصرفات رئيس الزمالك لا تليق بنادي "الوطنية والكرامة"، ولا تصرفات رئيس الأهلي تليق بنادي "المبادئ"، ارحمونا يرحمكم الله.
سياسة قصف الجبهات السائدة حاليا، من الممكن أن تقودنا إلى كارثة ثالثة، ستفوق خسائرها كل التوقعات، الأهلي والزمالك ببساطة من الممكن أن يتواجها في نهائي الكونفدرالية، وفي هذه الحالة سنكون أمام مباراتين من الضروري ألا يقل عدد الجماهير في إحداهما على 30 ألفًا مشجعًا، بحسب لوائح الاتحاد الأفريقي، وبحسابات بسيطة، الأمن المصري انتظر تدخل رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب لإقناعه بخوض مباراة القمة على ملعب برج العرب دون جمهور، فماذا سيكون الحال في مباراة ستحضرها جماهير الناديين، لتكون فرصة لا تعوض لنقل قصف الجبهات من "فيسبوك"، إلى المدرجات... ربنا يستر.