بقلم : أشرف فاروق
عندما تابعت مباراة الأهلي وبيدفيست الجنوب أفريقي في ذهاب دور الـ32 لبطولة دوري أبطال أفريقيا والتي إنتهت بفوز الأهلي بهدف "يتيم"، تذكرت المقولة التي أطلقها عماد وحيد عضو مجلس إدارة النادي الأحمر بـ"التعيين" منذ أيام.
الفريق الأحمر ظهر وديعا مسالما، قدم مستوى مخيب للغاية خلال الشوط الأول، إنتفض لدقائق قليلة في الشوط الثاني، وعاد للأداء المخيب مرة أخرى وكأن الهدف الذي سجله يمنحه بطاقة التأهل.
لم نعتد من لاعبي الأهلي أن يظهروا "قنوعين" بهدف سجلوه بصعوبة، وكأنهم تحت تأثير تصريح عضو المجلس، والذي قال عقب خسارة السوبر "إحنا مش في غابة حتى يفوز بكل البطولات"، وكأنه يكرر مشهد المدرس في فيلم الناظر للتلاميذ في حديثه عن المسابقة " كسبتم اهلا وسهلا خسرتم لا يكلف الله إلا وسعها"..
اللاعب عندما كان ينضم للأهلي كان يعلم تماما ويتم التشديد عليه من الإدارات والأجهزة الفنية على أن الأهلي لا يعرف سوى الفوز بالبطولات، وبعد تصريح وحيد زمانه، أصبح لاعب الأهلي يعيش في حالة لامُبالاة غريبة خلال المباريات، ويقتنع بالفوز الذي يتحقق بفارق هدف، لا تجده يقاتل حتى يعزز التقدم، وكأنه يلعب لفريق صغير يفرح بالفوز الغير مقنع.
وهنا أتذكر أيضا لاعب ناشئ ظهر عبر الشاشات منذ 16 عاما، وهو يبكي بشدة بسبب خسارة فريق الأهلي تحت 12 سنة لبطولة ناشئي كرة القدم بنادي الصيد واحتلاله المركز الثالث، وقال "مش الأهلي اللي يخسر، مش الأهلي اللي يطلع التالت".. هذا الناشئ الأهلاوي حينها "إسلام عادل" الذي أصبح لاعبا في فريق مصر المقاصة حاليا ووادي دجلة السابق، وهذا يوضح الفارق بين لاعب الأهلي "زمان" ولاعب الأهلي الحالي.
شهد لقاء الأهلي وبيدفيست حضور عدد من الجماهير للمباراة، وبسبب تخصيص الدعوات لجمهور من نوعية جمهور حفلات عمرو دياب، لم نر أي حماس جماهيري في المدرجات تشعرك أن الأهلي يلعب مباراة هامة للغاية، اللهم إلا من عددًا قليلًا من جمهور الكرة الحقيقي نجح في الحصول على الدعوات والدخول للمباراة.
وأود أن أطرح سؤالا.. لماذا يتم قتل الجمهور "معنويا" بحرمانه من دخول المباريات، أو على الأقل بمشاهدة ال5000 المسموح بهم من جمهور الكرة الحقيقي الذي يشعل حماس اللاعبين؟، والجماهير التي تتابع المباراة من خلال التلفاز والتي لم تستطع حضور المباراة؟.. شعور صعب للغاية و أنت تتابع مباراة كرة قدم ولا تستطيع التواجد في المدرجات وفي نفس الوقت لا ترى الجمهور المتواجد في الملعب يقوم بالواجب ويعوض غيابك ليتم قتلك معنويا، في تشجيعك للعبة هي صاحبة الجماهيرية الأولى على مستوى العالم.. نرجوا من المسئولين في مصر مراجعة أنفسهم وإعادة جمهور الكرة الحقيقي للمدرجات.. لأن الخسارة ستكون على الجميع.