فريدة محمد
تُواجه الحكومة المصرية إمتحان صعب للغاية حيث أن تجديد الثقة فيها سيكون قرارًا مشروطًا بتنفيذ ما وعدت به من وعود للمواطن, والتعديل الوزاري ليس "الروشتة" الوحيدة لإستمرار عملها, فوضع برنامج دقيق وفق جدول زمني محدد ليس الشرط الوحيد, و إنما أيضا تحديد آليات و توفير التمويل اللازم .
فشل الحكومة في الاختبار الذي وضعت نفسها فيه سيطيح بها بلا شك و هو ما قد يوقع البرلمان في الفخ الأكبر الذي قد يصل به نحو الحل إذا رفض النواب التشكيل الذي حدده الرئيس عبد الفتاح السيسي و ابلغ به المجلس رسميًا, حال رفض النواب تشكيل الرئيس يشكل إئتلاف الأغلبية الحكومة أو حزب الأكثرية و هذه أزمة أخرى حيث أن دعم مصر الذي أسسه اللواء سامح سيف اليزل غير جاهز لتشكيل الحكومة نظرًا لعدم تأسيسه حزب من جهة و لكونه يضم عدد كبير من المستقلين .
تشكيل إئتلاف من مجموعة من الأحزاب قد يدخل البرلمان في ورطة أخرى لأن عدد من هذه الأحزاب إتفقت على ألا تتفق, والحل الوحيد يكمن في التعاون المثمر بين البرلمان و الحكومة حيث يقدم الأول حلول عملية للازمات و أن تعمل الثانية بجدية تتناسب مع قدر الموقف و أن تتنازل عن الأفكار التقليدية التي تعتنقها و أن تبحث عن بدائل أكثر حيوية لنخرج من عنق الزجاجة التي وضعتنا فيه الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد و التحديات الأخرى .
يا حكومة إسماعيل, رفاهية الفشل غير متاحة, وغير مسموح بها, و النجاح خيار إجباري, و ننتظر نتيجة الإختبار, و لا يجب أن تنتهي السنتين حتى تنجزوا, يا وزراء الحكومة الوقت كالسيف, و لابد من إنجازات بنفس السرعة .