توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اليأس الشعبي

  مصر اليوم -

اليأس الشعبي

أحمد المالكي

انتهى اليوم الأول في جولة الإعادة من المرحلة الأولى والإقبال ضعيف جدا وبعيد عن كل ما يقال بأن هذه النسبة جيدة وبعيد عما تروجه الحكومة وتصريحات الوزراء حول النسبة العالمية للمشاركة وأن هذه النسبة جيدة.

هناك حالة يأس واضحة بلا شك وهذه الحالة أثرت سلبا على مشاركة الناس في هذه الانتخابات، وهذه الحالة اليائسة جاءت من فشل حكومة محلب التي كانت أفضل قليلا من الحكومة الحالية؛ لكن حكومة محلب وحكومة شريف إسماعيل لم تقدما أي جديد للشعب المصري وهذا خلق هذه الحالة اليائسة والبائسة في نفس الوقت.

ومن وجهة نظري حالة اليأس الشعبي الموجودة الآن قريبة جدا من الحالة التي عاش فيها الشعب المصري نكسة 67، قد يظن البعض أن توصيفي للحالة فيه مبالغة لكن هذا أمر واقع نحن نعيش الآن حالة اليأس بسبب غموض المستقبل، والسبب أيضا في هذه الحالة بعض الإعلام الذي يهلل أكثر من اللازم.

لكننا إذا أردنا الخروج من هذه الحالة علينا أن نعترف بما نمر به وعلينا أن نعيش حالة من المصارحة حول حقيقة الوضع، الناس الآن تنتظر حلا ولو كان هذا الحل مؤقتا لكل المشاكل التي تخص العدالة الاجتماعية التي هي غائبة الآن بلا شك بسبب الفشل الاقتصادي وبدلا من أن نبحث عن حلول جيدة لتحسين الاقتصاد نقوم بتعليق الشماعة على قضية حسن مالك ونختصر الفشل في شخص ينتمي إلى جماعة إرهابية.

إلى هذه الدرجة نعلق الفشل الاقتصادي في مصر على شخص مهما كان يمتلك من أموال أو يتحكم في مؤسسات اقتصادية وهذا من وجهة نظري عبث كبير جدا، الناس انتخبت الرئيس عبد الفتاح السيسي وهي علي أمل لأن يحقق لهم العدالة الاجتماعية.

صحيح أن الرئيس لا يتحمل الوضع كله لوحده لكن عليه أن يوضح لنا خططه وبرامجه لكيفية تحقيق العدالة الاجتماعية للبسطاء في المجتمع المصري، هذه الحكومة محسوبة على الرئيس وهناك حالة غليان في الأوساط العمالية وهناك احتجاجات عمالية موجودة وفي تزايد مثل عمال غزل المحلة وغيرهم بالإضافة إلى غضب أصحاب المعاشات بسبب تجاهل مطالبهم؛ لذلك يجب على الرئيس أن يختار رجالا قادرين على حل المشاكل الاقتصادية.

وأنا أؤيد بشدة الرأي الذي يرى أن عدم خروج الناس وخاصة الشباب للمشاركة في الانتخابات هي رسالة للرئيس السيسي بضرورة إجراء إصلاحات اقتصادية يشعر بها المواطن على المدى القريب لأنه للأسف الأسعار تلتهم دخول البسطاء والدخول ثابتة لا تتماشى مع هذه الارتفاعات الجنونية في الأسعار والتي لم يسبق لها مثيل من قبل.

إذا الرئيس عبد الفتاح السيسي يحتاج بالإضافة إلى معركته مع الإرهاب أن يخوض معركة أكبر وهي معركة البطون الخاوية حتى يخرج الناس من حالة اليأس الشعبي بعيدا عن الفشل السياسي للأحزاب والجماعات السياسية في مصر الذي يراه البعض باْن ما يحدث بالإضافة إلى الوضع المتردي للحالة المعيشية أيضا الحالة السياسية يعتبرها البعض عودة إلى نظام مبارك وعودة إلى برلمان مبارك.

وهناك من يتصور حتى الآن أننا نعيش في عصر الرئيس الأسبق مبارك حين قالت مواطنة لمراسل قناة فضائية في محافظة البحيرة ربنا يخلي الرئيس محمد حسني مبارك قبل أن ينبهها المراسل إلى أننا في عصر الرئيس السيسي ويبدو أنه بسبب ما نعيشه هذه الأيام جعلها تعبر عن حالة صادقة بداخلها سبقت لسانها قبل أن يذكرها المراسل بأنها عليها أن تستيقظ وتعرف أنها في عصر الرئيس السيسي الذي سبقه ثورتان والوضع لم يتغير والأحلام بالعيش والكرامة والعدالة الاجتماعية تبخرت ولم تعد مبادئ الثورة التي اتفق عليها الشباب في 25 يناير موجودة وأصبح العنوان الرئيس لهذه المرحلة اليأس الشعبي.

لكن هل ينجح الرئيس عبد الفتاح السيسي في الخروج بالشعب المصري من هذه الحالة إلى حالة أفضل كما نجح أجدادنا في تخطي حالة اليأس بعد67 إلى نصر كبير في73 وهل يعيد التاريخ نفسه هذا ما سوف تجاوب عليه الأيام المقبلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليأس الشعبي اليأس الشعبي



GMT 16:18 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 16:33 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 13:32 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 21:23 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

الثانوية الكابوسية.. الموت قلقا

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon