احمد المالكي
خطاب حمدين صباحي للتلفزيون المصري، والذي وجه فيه رسائل مهمة إلى الشعب المصري خطاب مهم وفيه الكثير من النقاط التي تستحق القراءة، حيث قال فيه أن مصر دولة نخرها سوس الفساد، وأنه لابد من إصلاح جذري في مؤسسات ألدوله، وهذا واقع فعلاً لمسه المرشح حمدين صباحي، وهو مطلب شعبي بضرورة إصلاح مؤسسات ألدوله التي تعاني من فساد مستمر منذ سنوات طويلة وحتى الآن، ولابد من وقفه جادة لإصلاح وتطهير هذه المؤسسات، وقد كتبت مقالاً قبل ذلك بعنوان "هل تحتاج مؤسسات الدولة إلي تطهير بعد ثورتين"، وتساءلت في هذا المقال عن أسباب ترك هذه المؤسسات حتى الآن غارقة في الفساد رغم قيام ثورتين، ومازالت هذه المؤسسات تحت رحمة أشخاص بعينهم وكل ما فعلناه هو رفع رأس النظام والبيت من الداخل يحتاج إلى ترميم حقيقي لكي يكون لدينا دولة مؤسسات حقيقة تخدم المواطنين بعيدًا عن الفساد الذي أخرنا كثيرًا حتى الآن.
حمدين صباحي المرشح الرئاسي، طالب في خطابه بضرورة بناء دولة العدالة الاجتماعيّة وتمكين المواطنين، وطالب بتوزيع عادل للثروة، وطالب بإعلان الحرب على الفقر حتى لا يكون في مصر فقير واحد، وهذا ما نريده ويريده الشعب المصري البسيط الذي عانى من التهميش وعدم العدالة في توزيع الثروة وتآكل الطبقة الوسطي، وأصبحت في مصر طبقة غنية جدًا تستحوذ على كل شئ وطبقة فقيرة جدًا تكاد لا تجد قوت يومها.
وأعلن حمدين صباحي في خطابه بضرورة توفير فرص عمل وعمل حقيبة وزاريّة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهذا حق لكل مواطن، العمل وتوفير فرص عمل حقيقية لكل من يعاني من عدم تواجد فرص عمل، يستطيع أنّ يعيش منها عيشة كريمة، لأنه للأسف في مصر الآن حملة الماجستير والدكتوراه عاطلين عن العمل، بعد أنّ كان حملة المؤهلات المتوسطة والشهادات الجامعية لا يجدون فرص عمل، انضم إلى صفوف العاطلين حملة الماجستير والدكتوراه، وأصبح شبابنا فاقدًا الأمل في حصوله على فرصة عمل شريفه يستطيع أنّ يعيش منها.
ومن أبرز النقاط التي جاءت في خطاب حمدين صباحي على التلفزيون المصري، بناء دولة القانون وتطبيق القانون على الجميع، وأنّ المجتمع الحر لا يعرف المحاباة في القانون، وهذا ما نحتاجه، نحتاج إلى دولة القانون، وأنّ يحترم الجميع القانون، وأنّ يكون الجميع أمام القانون سواسية لا فرق بين شخص بسبب منصبه وشخص آخر ليس لديه منصب أو واسطة أو محسوبية لكي يتم تميزه، كما كنا نعاني في الماضي، وكنا نسمع كلمة أنت ما تعرفش أنا ابن مين في مصر، ونجد أنّ من لديه واسطة أو محسوبية ممكن أنّ يخرج من أي مشكلة لمجرد أنه يعرف وكيل نيابة أو مستشار، وهذا لا نريده في العصر الجديد الذي يجب أنّ نكون فيه جميعًا مواطنين من الدرجة الأولى لنا حقوق وعلينا واجبات، وكل من يقصر أو يخطئ يجب محاكمته بالقانون.
ومن النقاط التي جاءت في خطاب حمدين صباحي، العفو عن سجناء الرأي ولن يكون في السجن لأي صاحب رأي، وهذه نقطة هامة وسوف تكون مكسبًا للحرية في مصر، التي هي حق مكتسب وليست منحة من الحاكم كما يظن كل الذين يحكموننا.
وطالب حمدين صباحي في خطابه المواطنين بضرورة التصدي للإرهاب، وأنه واجب أخلاقي على كل شريف في هذا البلد، حتى يكون لدينا مجتمع خالي من الإرهاب، وأكّد حمدين صباحي في خطابه أننا نحتاج إلي رؤية وخطاب سياسي وديني يبعد الشباب عن الإرهاب، وهناك نقاط أخرى تحدث عنها ولكن كانت هذه أبرز النقاط التي تهم البسطاء، وأردت الحديث عنها في هذا المقال، وخاطب حمدين صباحي في حديثه المرأة المصريّة ولم ينساها وأعطاها قدرها، واختتم خطابه باْن أصواتنا في الصناديق ستمهد الطريق إلى العيش والحرية.