توقيت القاهرة المحلي 04:45:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل أصاب السعودية اليأس في الأزمة السورية وسلمت ببقاء الأسد في السلطة؟

  مصر اليوم -

هل أصاب السعودية اليأس في الأزمة السورية وسلمت ببقاء الأسد في السلطة

بقلم احمد المالكي

هل بعد كل العداء السعودي للنظام السوري منذ اندلاع الاحتجاجات في سورية عام 2011م والأموال الطائلة التي صرفتها السعودية على المعارضة السورية للتخلص من الأسد تستسلم السعودية بسهولة لبقاء الأسد؟ وماهو سر هذا الاستسلام المفاجئ لبقاء الأسد؟
أعتقد أن أسئلة كثيرة تحتاج إلى إعادة ترتيب كثير من المواقف والضغوط من أجل أن يظل الأسد على رأس السلطة في سورية؛ لكن بالتحديد السعودية تتنازل بسهوله لبقاء الأسد هذا هو التحول الجديد في الأزمة، ربما يربط البعض الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب بالموقف الجديد للسعودية حول بقاء الأسد وتحول اهتماماتها بشكل مفاجئ نحو أولويات أخرى أهم من سقوط نظام بشار الأسد.

لكن من وجهة نظري أيضا أن رحيل الملك عبدالله رحمة الله عليه ووزير الخارجية عميد الدبلوماسية الأمير سعود الفيصل قد يكون السبب وراء التحول الجديد أيضا بعد تولي الملك سلمان الحكم ووزير الخارجية عادل الجبير وما بين مواقف سعود الفيصل رحمة الله عليه من الأزمة السورية والتحول الجديد وتولي عادل الجبير للملف السوري الفرق بين السماء والأرض لأن الأمير سعود الفيصل رحمة الله عليه كان يرفض بشدة أي تواجد لبشار الأسد على رأس السلطة وكان يعارض بعض المواقف الأميركية التي كان يرى فيها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في وقت من الأوقات أن الأسد لابد أن يكون جزءا من الحل لكن الفيصل رحمه الله كان يرفض ذلك بشدة.

التكهنات الآن تدور حول أن النظام المصري برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري استطاع إقناع المملكة العربية السعودية بالتنازل عن أولوية رحيل الأسد عن السلطة وتوجيه الأولويات إلى محاربة تنظيم "داعش" باعتباره أصبح تنظيمًا خطيرًا يهدد أمن السعودية وأمن دول الخليج والمنطقة العربية بأسرها.

ربما هذا هو السبب الأقرب لأن موقف الرئيس عبدالفتاح السيسي من الأزمة السورية وخاصة رحيل بشار الأسد كان غير واضح والتفسيرات كانت واضحة للمتابعين للموقف المصري أن الرئيس السيسي يفضل بقاء بشار الأسد من اجل الحفاظ على سورية وعدم تسلميها للمتطرفين بخاصة أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يقف في وجه هذه الجماعات ويحاربها.

وهذا أيضا سبب تحرك النظام المصري لإقناع السعودية بتوجيه الأولويات للتخلص من تنظيم داعش وإضعافه والقضاء عليه نهائيا ويبدو أن كل الذين كانوا يتحدثون عن عدم تقارب في وجهات النظر بين مصر والسعودية في الأزمة السورية سوف يصابون بالصدمة بسبب التحول الجديد في الموقف السعودي من الأزمة السورية.

لكن الواضح أيضًا أن المملكة العربية السعودية لا تريد خسارة الجهود المصرية في الأزمة اليمنية والتي تساند مصر المملكة العربية السعودية في حربها ضد جماعة الحوثي بالإضافة إلى الاستفادة من خبرات الجيش المصري وتعهد الرئيس عبدالفتاح السيسي بحماية أمن الخليج من أي خطر داهم وأن أمن الخليج من أمن مصر، لذلك إقناع السعودية بوجهة النظر المصرية ليس نتيجة يأس أو إحباط أصاب المملكة العربية السعودية بل نتيجة للتوافق بين مصر والسعودية.

الجانب الإيراني يرى غير ذلك ويرى أن الاتفاق النووي الإيراني سوف يجعل لإيران دورًا كبيرًا في المنطقة وأن بقاء الأسد أصبح ضروريًا وأن الغرب اقتنع برؤية إيران حول الأزمة السورية بل وصل الأمر إلى أن إيران سوف تقدم حلولًا للخروج من الأزمة السورية وسوف يرضى عنها ويقبلها الغرب.
إيران الآن ترى أن الدور السعودي لابد أن ينتهي وأن المملكة العربية السعودية عليها أن تغير رأيها في كثير من القضايا الإقليمية بخاصة في اليمن وسورية وإذا أرادت السعودية أن يكون لها دور عليها التقارب مع إيران في وجهات النظر الإيرانية حول قضايا المنطقة.

وإيران بدأت في استعراض عضلاتها بداية من لقاءات مع مسؤولين غربيين زاروا إيران سواء فيديريكا موغريني أو لوران فابيوس إلى أنباء زيارة قائد فيلق القدس قاسم سليماني إلى موسكو وقبلها زيارة جواد ظريف إلى العراق.

وهذا هو الفرق حتى الآن بين إيران والخليج لان الجميع يرى أن الإيرانيين يتحركون بسرعة الصاروخ بينما ينتظر ملوك وأمراء الخليج ويراقبون التحركات الإيرانية عن بعد ويستغلهم الأميركان بعقد صفقات السلاح معهم بمليارات الدولارات لان الأميركان يرون أنه لابد على الخليج أن يتسلح ضد إيران وأن يكون مستعدًا لأي لحظة للدخول في حرب مع إيران، بينما يعقد الأميركان الصفقات مع إيران ولا يوجد التخوف الأميركي من إيران كما يوجد عند ملوك وأمراء الخليج.

أما بالنسبة إلى احتجاجات اللاذقية وخروج ألف شخص للتظاهر ومطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بإعدام سليمان هلال الأسد بعد قتله عقيدًا في الجيش وهو حسان الشيخ، فهذا قد لا يحدث وقد لا يستجيب الأسد لهذه التحركات والغضب مما حدث لعقيد في الجيش السوري، وإذا حدث فإن الأسد في وقت يقول فيه للجميع أنا والطوفان من بعدي.

ما حدث في اللاذقية شيء عادي بالنسبة لبشار الأسد وعائلته الذي يقتل الآلاف من السوريين وقتل ربع مليون إنسان سوري بالبراميل المتفجرة لن يفرق معه سوري آخر وحتى لو كان من المؤيدين له لأن قتل الشعب السوري بالنسبة له أصبح شيئًا عاديًا في وجود قوي ودول أخرى تسانده لقتل السوريين وهو يظن وعائلته أنَّه سوف يحكم سورية على جثث الشعب السوري.

حتى الذين خرجوا وهتفوا للأسد وطالبوا ببقائه فلماذا كان خروجهم من أصله وعليهم أن ينتظروا دورهم في القتل على يد الأسد وعائلته ورجاله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل أصاب السعودية اليأس في الأزمة السورية وسلمت ببقاء الأسد في السلطة هل أصاب السعودية اليأس في الأزمة السورية وسلمت ببقاء الأسد في السلطة



GMT 16:18 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 16:33 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 13:32 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 21:23 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

الثانوية الكابوسية.. الموت قلقا

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon