محمد الدوي
نسي الشّارع المصريّ مشاكله اليوميَّة وأزماته المتكرِّرة في حياته, وأصبح شغله الشّاغل الآن هو الانتخابات الرِّئاسيَّة ومن سيصبح رئيساً خلال الفترة المقبلة هل هو المشير عبد الفتاح السِّيسي أم حمدين صباحي.
وأصبح التخوين من قبل الجهتين هو السمة الرئيسية لكل من أنصار المرشحين ولعل مانشاهده من شبابنا اليوم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك, وتويتر" يدل على صحّة ذلك، فإذا كنت مؤيداً لصبّاحي اتُّهمت بالتخوين والعمالة, وإذا كنت مؤيداً للسّيسي اتهمت بأنك تريد الحكم العسكري للبلاد وإرجاع عهد مبارك مرة أخرى.
ألم يعلم الشعب أنه ليس من المهم حمدين أو السيسي ولكن المهم فكرة الدولة التي أرهبت دولًا عظمى، والشعب الذي أذهل الجميع بقدرته وصلابته في وجه رئيس أسبق كان ديكتاتورًا، ودولة بوليسية أصبحت في خبر كان، رغم أن أحدًا لم يكن يصدق أنها ستنتهي بهذه الصورة , ثم جاء حكم الاخوان والذي انتهي بعد سنة واحدة من حكمه رغم أن قيادات الجماعة كانت تعتقد أنها ستحكم البلاد 500 عام.
إن شعبًا بهذه القوة وهذا الجبروت أليس من الممكن أن يستخدم ذلك في العمل والكد حتى يصبح سيِّد العالم بعلمه وتفكيره وينهض بالأمة العربيّة كلها؟ أليس ذلك أدعى ألّا نفكر في اصطناع فرعون جديد وأن يدرك الرئيس المقبل أنه خادم للشعب، وأنه يكون على قدر المسؤولية لكي يستطيع النهوض بمصر، ومن ثم التعاون مع العالم العربيّ كاملًا ليعود مرة أخرى إلى سابق عهده وأن يكتسح العالم بالعلم والفكر.