توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يناير ثورة خدعت الشعب

  مصر اليوم -

يناير ثورة خدعت الشعب

محمد فتحي

كيف سيتم كتابة تاريخ مصر من 25 يناير 2011 حتى الآن حوالي 3 سنيين و3 شهور تقريبا ,اعتقد أن أعظم المؤرخين في العالم  لن يستطيع كتابة الحقيقة المجردة لهذه الفترة  ,لان إسقاط مبارك لم يكن بثورة شعبية كما يزعم الناس ,لان الثورة تأتي بعد ترتيب وبقائد أو مجموعة من القادة يختارون من يمثلهم  ويكون لهم أهداف معينة مثل ما حدث في ثورة23 يوليو عندما اجتمع الضباط الأحرار واختاروا اللواء محمد نجيب قائد لهم واسقطوا النظام الملكي وأعلنوا الجمهورية ,وبعدها انتقلت القيادة المرحلية إلي جمال عبد الناصر لتوفر شروط القائد الذي يستطيع أن يتصدي للباشاوات وأصحاب الثروة والنفوذ في ذلك الوقت  ,واستطاع ونجح وحتى لا أطيل في سرد أحداث تاريخية يعلمها الجميع ,عاش عبد الناصر بين إخفاق ونحاج  ,وتسلم من بعده القيادة احد أفراد الثورة وهو محمد أنور السادات ولم يكن كلا من  عبد الناصر والسادات رتب كبيرة في الجيش المصري ولكنهما كانا من القادة الذين لهم ثقل سياسي وعسكري في المنطقة العربية ,واستطاع السادات أن يحقق شيء واحد فقط هو النصر والنجاح في فترة زمنية قصيرة جدا ,ففي عهده جاء  نصر أكتوبر هو النصر الوحيد للعرب علي الكيان الصهيوني في التاريخ الحديث وسرعان ما أسدل الستار علي حكمة بنهاية مأساوية ,إذ قتل بين جنوده  وأنصاره  ومع إني كنت اتمني أن تكون نهاية بطل مثل السادات أفضل من هذا النهاية .
ثم جاء جاء عهد حسني مبارك  وامتد الى 30 سنة  ,وحدثت  به ايجابيات كثيرة  وسلبيات وتوحش في نهاية حكمه بعض المنتفعين ,فولدت الدولة العميقة التي أصبحت فيما بعد غول يلتهم الشعب , وجاء الإعلام المحلي وبدأت تظهر برامج "التوك شو " الممولة ماليا والموجهة سياسيا  ,وتاه الشعب بين التضليل والتطبيل الإعلامي وأصبح الإعلام شريك أساسي في اتخاذ القرار وتوجيه المسئولين وقيادة الرأي العام وظهرت صحف المعارضة الممولة بأرقام مالية ضخمة وقفزت أسعار الصحفيين وتحول اغلبهم  إلي مقدمي برامج بأرقام فلكية تساوي أرقام أبطال السينما ,كل ذلك والمصريين يتفرجون فقط ويكتفون بالسمع ,ثم جاءت موجة سياسية جديدة ممولة من الخارج تحت أسماء حركات وجمعيات أهلية ,واستطاع أصحاب المصلحة في هدم مصر أن يحشدوا بعض النشطاء علي "الفيس بوك" للإعلان عن ثورة الكترونية مع حشد أنصارهم في ميدان التحرير,وحاول رجال مبارك "أعضاء الحزب الوطني الحاكم "الإمساك بزمام الأمور ولكن النشطاء كانوا اقوي فكرا منهم فحشدوا الرأي العام العالمي الموجه ورصدوا المشهد علي أن مؤيدي الثورة من الإسلاميين المغضوب عليهم في نظام مبارك وبعض الحركات الممولة وأضافوا إليهم مؤيدي مبارك الذين تواجدوا في "ميدان التحرير " لنصرة رئيسهم وقائد حزبهم ,ونقلت الصورة للعالم الخارجي علي أنها  أنها ثورة شعبية واستطاع معارضي مبارك من الإخوان وغيرهم بث الخوف في نفوس الشعب المصري وتخلت الشرطة عن دورها وارادت تأديب الشعب فاختفت ولعبت قناة "الجزيرة القطرية "دورا تاريخيا في تنفيذ المخطط بنجاح   ,وخضع مبارك للتهديدات الخارجية وتخلي عن منصبه ,وأعلن الإعلام المتحول غير المهني "قيام ثورة 25 يناير  وكان الجيش وقتها هي القوة الوحيدة المتماسكة التي تستطيع إدارة شئون البلاد ,وأرادت الحركات السياسية ومنظمات المجتمع المدني استكمال الدور الذي تقاضت من أجله الأموال وحشدت لإسقاط الجيش بعد أن أسقطت الشرطة ولكن الشعب المصري فطن لهذا وتمسك بجيشه وسانده ,فلم يبق أمام هؤلاء إلا شيء واحد وهو دخول فصيل سياسي يستطيع أن يحول الدولة إلي فوضي ليستفيد منها أصحاب المصلحة في الثورة  ,فدخل الإخوان المسلمين في المعادلة وأسسوا أحزابهم وتخيلوا أن مصر أصبحت  في قبضتهم فتنافس محمد مرسي مع احمد شفيق وفي النهاية تم إعلان مرسي رئيسا لمصر دون أي مؤهلات سوي انه احد إفراد جماعة الإخوان المسلمين ,وأخذت الآلة الإعلامية الموالية لجماعة الإخوان تروج له وبدأ الشعب يطالب مرسي بالوعود التي قطعها علي نفسه وكانت المائة يوم الأولي هي الفاصل والمحك في فترة حكمة القصيرة الساخنة ,وسقط مرسي وسقطت الجماعة ,بعد أن عرف الشعب حقيقتهم ,وعاد الجيش إلي الساحة السياسية مرة أخري وجاء الفريق عبد الفتاح السيسي وقتها وعزل مرسي وأعلن خارطة الطريق,وتم إيداع كل أعضاء الجماعة وأنصارهم في السجون بعد اعتصامي "ميدان رابعة العدوية "وميدان نهضة مصر الذي  استمر عشرات الأيام ,ووصلوا إلي نقطة الصفر ,إذ تحدوا الدولة  بكل مؤسستها  و تم فض الاعتصام بالقوة وفر القيادات الاخوانيه إلي الخارج وحلوا علي قطر وتركيا والسودان وغزة وليبيا ضيوفنا بأموالهم ودشنوا القنوات الفضائية واحتلوا منابر الجزيرة القطرية ومن لم يستطيع الهرب قبض عليه  و أودع في السجن ,وبدا الشعب يطالب السيسي بالترشح ليكون رئيسا للبلاد واستجاب السيسي لمطالب الشعب ,وبدا الإخوان في فاصل جديد من القتل والإرهاب  ,والحرب الافتراضية من خلال شبكة الانترانت ومواقع "الفيس بوك وتوتير" وجاء التغريديات  غير الأخلاقية  وعمت البلاد حرب الفتاوى ,وعاد المنافقين إلي مهنتهم المفضلة وظهر برهامي و الهلالي و الجندي وبكار و جمعه ,وأصيب الشعب بفتاوى جدلية وتلاسن فضائي غير مسبوق ,فأعلن احدهم  عن نزول الوحي ووجود رسل بيننا وتخلي أخر عن رجولته وأنكر ثالث حرمة الخمر واضاف رابع مصطلح  إسلامي جديد,وتاه الناس ثم جاءت فضائح جنسية وأخلاقية ضربت المجتمع من جديد مثل فضيحة المحلة وانهزمت الأخلاق في فيلم  حلاوة الروح وساد الجدل  وانتهي العمل  ,ودخلت مصر في أزمات اقتصادية متتالية وظهرت مشاكل الكهرباء والصرف الصحي والتكدس المروري ,هذا موجز مختصر لبعض الوقائع التي رصدتها فقط من وجهة نظري ,أقدمها للقاري الكريم لعله يتفق معي أو يختلف واعتقد ان التاريخ الحديث سيكون أيضا تاريخ وجهات النظر لا الحقائق واختم كلامي بقول الشاعر ... ما من كاتب إلا وسفني ويبقي الدهر ما كتبت يداه ...فلا تكتبن بيدك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه .. في النهاية أتمني أن أصر يوم القيامة عندما أجد ما كتبت بيدي  ,حفظ الله مصر والأمة العربية والإسلامية  وكل محبي السلام في العالم .

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يناير ثورة خدعت الشعب يناير ثورة خدعت الشعب



GMT 16:18 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 16:33 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 13:32 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 21:23 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

الثانوية الكابوسية.. الموت قلقا

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon