وفاء لطفي
من الأخبار المألوفة لنا جميعًا، أخبار القبض على مواطنين أو تجار، لحيازتهم أكياسًا وكيلوغرامات من الهيروين والحشيش، وأقراص الترامادول، وأنواع المخدرات بوجه عام، فمن المألوف القبض على مواطن بحوزته أكياس من الهيروين أو الترامادول، لكن من غير المألوف على الإطلاق أن يتم القبض على مواطن صاحب مقهى (قهوجي) بتهمة حيازته 10 أكياس سكر. هذا الخبر حقق القاعدة الصحافية التي درسناها جميعا في كليات الإعلام، بأن ليس الخبر أن نقول "عض الكلب رجل"، إنما الخبر هو أن نقول "عض الرجل الكلب"!
لقد وصل بنا الحال الإقتصادي وغلاء المعيشة واختفاء السلع الأساسية في كل منزل (فقير أو غني)، إلى قيامنا حاليًا بطلب كيس السكر من المحل التجاري قبل الرغبة في شرائه بيومين على الأقل، نعم فهي واقعة حقيقة، حيث إنه في جولة ميدانية لصديق صحافي على المحال التجارية، رغبة منه في شراء كيس سكر لمنزله، قام الموظف في المحل بإبلاغه بعمل "أوردر" له، وإيصال طلب السكر على منزله بعد يومين!
وهنا من واجبنا أن ننصح الجميع بعدم السير في الشوارع أو الأماكن العامة وبحوزتهم أكياس من السكر، بحد أقصى كيسين فقط للمنزل الواحد، وهذا التحذير مؤقت، إلى أن تفيق حكومة مصر الموقرة، وتعلم مدى الوضع الإقتصادي السيء الذي يمر به الشعب المصري، وتجد حلاً له، بديلاً عن التصريحات الإنشائية.