وفاء لطفي
انطلاقًا من الجملة الشهيرة في أحد أغاني المطرب المصري الرائع محمد منير، والتي تقول "والحلو أقوله يا حلو في عيونه"، يأخذنا الحديث مباشرة عن مشروع "الأسمرات"، والذي كان حلم طويل وصعب المنال، ربما تعاقبت حكومات عديدة قبل ثورة يناير وبعدها، ولم تستطع على تنفيذ إنقاذ ما يقرب من 55 ألف موطن من خطر مؤكد.
مشروع "الأسمرات"، فرح به كل مواطن مصري، سواء كان من سكان المناطق الفخمة، أو المناطق العشوائية، لأنه المشروع الوحيد القادر على انتشال سكان القاهرة الكبرى والذين يقنطون في أماكن يطلق عليها "أماكن عشوائية"، ولكنها ليست "عشوائية"، هي أماكن "تحت خط الفقر"، لا ماء بها ولا زرع ولا أمان ولا سكينة ولا طمأنينة، أو بالأصح "لا حياة فيها".
و"الأسمرات" باختصار هو مشروع اهتم به الرئيس عبد الفتاح السيسي، لإنقاذ عدد هائل من سكان تلك الأماكن، كي يعيشوا في أماكن أمنة، بها حياة وتعليم ومستشفيات ومدارس ونوادي، أو كما يقول المواطن المصري باللغة الدارجة "منطقة عمار"، أي عامرة بكل مستلزمات ومتطلبات أي إنسان عادي.
ومشروع "الأسمرات"، إذا نظرت في مساحته وتنفيذه وتصميمه، وقتها فقط ستعلم كيف فعلت مصر لسكان العشوائيات، الذين ظلموا كثيرًا وكثيرًا في تناول الدراما والسينما لطبيعتهم وخصائصهم وسلوكهم، طبقًا لما أكد عليه الرئيس السيسي، فمشروع "الأسمرات" نفذ على مرحلتين على مساحة 126 فدانًا ويضمان معا 11 ألف وحدة سكنية بتكلفة تقارب 1.5 مليار جنيه، والتي سيتم افتتاحها وتسليمها خلال أيام.
وفي رأيي، أن مشروع "الأسمرات"، سيساهم بصورة كبيرة في استراتيجية القضاء على العشوائيات ومواجهتها كقضية مجتمعية هامة تعاني منها البلاد منذ عقود وحكومات ورؤساء، للحفاظ على أرواح سكان العشوائيات وخلق مجتمع سكني متكامل لهم يوفر لهم الخدمات اليومية والحياتية من مدارس وحضانات وملاعب ومسجد وكنيسة ووحدة إطفاء وإسعاف ونقطة شرطة.