توقيت القاهرة المحلي 05:15:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"هروب دائم"

  مصر اليوم -

هروب دائم

بقلم / وفاء لطفي

لوحظ في الآونة الأخيرة، تزايد هجرة الشباب بطريقة غير شرعية، من خلال "حشر" مجموعة من الشباب من مختلف محافظات مصر، في قارب متهالك، ويلقون بأنفسهم في أمواج بحر متلاطم، أملا في حياة أفضل على الشاطئ الأخر في بلاد قد يعامل فيها الغريب بأسلوب أفضل من المواطن في الدول العربية.

فمن المؤكد أن هناك عدة أفكار خاطئة تسيطر على مخيلة المهاجرين، وتبدأ هذه الأفكار عندما يعتقد المهاجر أن العمل بصورة غير شرعية شوف تقتصر مصاعبه ومشكلاته على الفترة الأولى، وهذا قد يكون غير صحيح في أغلب الأحوال، فالعمل بصورة غير شرعية يحيل حياة المهاجر إلى حياة هروب دائم، وهروب من عمل لعمل أخر".

كما أن اعتقاد المهاجر بأن راتبه في المهجر سيكون مجزيًا، بل فيه فائض يمكن ادخاره، هو تفكير خاطئ أيضًا، لأنه في الواقع أن ذلك وهم أخر، حيث أنه إضافة لغلاء المعيشة في دول المهجر، والمصاريف الكثيرة التي تحتاجها حياة التخفي، هناك ثمن أخر خفي قد يتكلفه المهاجر، وهو ثمن الأضرار والمخاطر بالنسبة لصحته، فعادة ما يتعرض لسوء التغذية، كما يهيمن عليه شعور القلق الدائم من إمكانية افتضاح غلطة الهجرة، مع ما يصاحبها من غياب الاستقرار العائلي وشعور بالاطمئنان والسكينة، كما أن جميع هذه الأمور تؤدي إلى علل جسدية ونفسية واجتماعية ستكون لها آثار سلبية على حياة المهاجر في حاضره وفي مستقبله، حتى وإن عاد إلى وطنه الأصلي مختارا أو مرحلا من قبل سلطات دولة المهجر.

كما أنه ثمة تفكير خاطئ عندما يعتقد المهاجر أنه سيجد في الغربة صداقات جديدة وعلاقات اجتماعية مثيرة وفرحة، وأنه سيكون أكثر حرية في غياب مراقبة عائلته، وأنه سيحصل على فرص ترقيات إلى غيرها من مظاهر!.

فحياة التخفي تعني التنقل الدائم من وظيفة إلى وظيفة، ومن مسكن إلى مسكن، ومن عمل مؤقت في غالب الأحيان إلى بطالة ملازمة في دول المهجر، الأمر الذي يجعل بناء علاقات إنسانية حميمة أمرا شبه مستجيل، وعوضا عن ذلك تهيمن الوحدة ومشاعر الغربة على المهاجر، مما يجعل من الهجرة غير الشرعية ما هي إلا مسلسلا لـ" الهروب الدائم".

وإذا ما تحدثنا عن طرق مواجهة الظاهرة، فطرحت دراسة حديثة للمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية في مصر، سؤالا: "ما الذي يجب أن توفره الدولة لكي لا يكررون السفر بتلك الطريقة"، فكانت الإجابة أن 74,3% يطالبون بتوفير فرصة عمل على رأس مطالب الشباب من الدولة، و61,6% يطالبون بتوفير دخل جيد ، و26,9% يطالبون بأن تعاملهم الدولة كإنسان، و26% يطالبون بتسهيل الهجرة الشرعية، في حين يطالب 17,9% بأن يكونوا قادرين على تكاليف الزواج، وطالبوا 12% بامتلاك منزل معيشة.

فهل تتحرك الدول المصدرة للهجرة غير الشرعية، وتنفذ المطالب السابقة، كوسيلة لمحاربة هذه الظاهرة التي تزاد خطورتها يوما بعد الأخر؟ّ!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هروب دائم هروب دائم



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon