توقيت القاهرة المحلي 12:23:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التطوع.. الفضيلة المنسية

  مصر اليوم -

التطوع الفضيلة المنسية

محمود حساني

كنت في طريقي لإجراء حديث صحافي، مع إحدى الشخصيات السياسية البارزة، للحديث عن الوضع  الملتهب في المنطقة، وقعت عيني على مجموعة من الشباب، يدخلون الابتسامة على الكبار، من خلال توزيع الهدايا البسيطة على المارّة، ويدخلون البهجة والسرور على الأطفال من خلال توزيع قطع الحلوى عليهم.
ولفت انتباهي حجم الهمة والعزيمة التي يتمتع بها هؤلاء الشباب، فدفعني  الفضول لسؤالهم ينتمون لمن ؟! في البداية كنت أعتقد أن هؤلاء مجموعة من الشباب تابعين لحزب سياسي، يستعد  للمنافسة على انتخابات المحليات، المُقرر إجراؤها نهاية العام الجاري، فمثل هذه المشاهد تعودنا على مشاهدتها من شباب جماعة "الإخوان" المحظورة، الذين يستغلون الحاجة والعوزة، للظهور في المناسبات، للتحقيق أهدافهم السياسية، غير أن هؤلاء – خلاف ذلك – مجموعة من الشباب والشابات، يحملون نفس المبادئ والأفكار والأهداف، ألا وهي مساعدة الغير ورسم البسمة والسعادة على وجوه كل من يقابلونه، ولم يكتفوا بذالك، بل يخصصون يوماً في الأسبوع  لزيارة أصحاب المناطق الفقيرة والنائية لتقديم يد العوة والمساعدة. كما لفت انتباهي أنهم ينتمون إلى الطبقات الاجتماعية الراقية، وعند سؤالي عن سبب قيامهم بذالك؟! في الوقت الذي ينتمي فيه أغلبهم لطبقات اجتماعية راقية، اتفقوا جميعاً أن حياتهم قبل العمل التطوعي، ليس بها أي متعة أو اكتشاف، تسير كل يوم على نفس اليوم التقليدي، الذهاب إلى الجامعة والعودة إلى المنزل والخروج إلى الكورسات وقضاء وقت مع الصحبة في النوادي والكافيهات، لذا قرروا أن يخرجوا من دائرة  الملل، والاستمتاع بالعمل التطوعي .
العمل التطوعي، تلك الفضيلة المنسية والغائبة عن حياتنا، في زحمة الأحداث والصراعات اليومية على متطلبات المعيشة، فلهذا النوع من العمل لذة ومتعة لا يدركها، إلا كل من تطوّع من أجل غيره، فلا يوجد في هذه الحياة أجمل من أن يهب الإنسان أشياءً ثمينة للآخرين دون أي مقابل، ولا يوجد أغلى على الإنسان من وقته وماله، لهذا فأن يهب الإنسان جزءاً من وقته للآخرين، أو أن يهبهم جزءاً من ماله لهو خيرٌ من الدنيا وما فيها، فنفسيّة هذا الإنسان أفضل بكثير من نفسيّة الإنسان الأناني الّذي يسعى خلف نفسه ولا يدركها، أعلم جيداً عزيري القارئ حجم التحديات والمسؤليات الواقعة على عاتقك، لكن من الواجب علينا في ظل زحمة الحياة، ألا ننسى ما أمر به ديننا الحنيف من مساعدة الغير والوقوف معهم ، وتصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على مسلم يسر الله عليه وكان الله فى عون العبد ما دام العبد في عون أخيه". وقال -صلى الله عليه وسلم- "من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنوات". بالتأكيد عزيزي القارئ لن نخسر إذا خصصنا جزء من حياتنا ووقتنا من أجل الآخرين .

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التطوع الفضيلة المنسية التطوع الفضيلة المنسية



GMT 16:18 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 16:33 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 13:32 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 21:23 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

الثانوية الكابوسية.. الموت قلقا

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:17 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه
  مصر اليوم - عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon