عبد المنان الميزي
لم تألو حكومة المملكة العربية السعودية جهداً في خدمة حجاج بيت الله الحرام منذ المؤسس الأول للدولة السعودية الملك عبد العزيز طيب الله ثراه ومن ثم أبناؤه حتى وقتنا الحاضر في عهد سلمان الحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود . حتى أصبح الحج ركنُ الإسلام الخامس سهلاً لكل مقتدر بأبسط الإمكانيات الممكنة في ظل توافر كل السبل التي سخرتها المملكة للوصول إلى الأراضي المقدسة بكل يسر وسهولة .
فقد جعلت الدولة خدمة الحجيج في مقدمة اهتماماتها الداخلية والخارجية وجعلت جل ميزانيتها في توفير كل ما يمكن توفيره بسهولة تامة سواءً نقلا جوياً أو بحرياً أو حتى برياً . كما وفرت كل سبل الراحة عند وصول الحجيج إلى الديار المقدسة من توفير السكن والنقل الداخلي والتنقل بين المشاعر وأداء نسُك الحج في طمأنينة تامة وراحة وسكينة . ولا ينكر المتردد للحج التقدم السريع والتطور الحاصل كل عام في نواحي الخدمات وفي فترة وجيزة وكأن ذلك أشبه بحلم وقد يوجد في وقتنا الحاضر من هم من جيل الصعب والمشقة وقد شهد هذا التطور الكبير والسريع ويلحظ الفرق بين الماضي القريب والحاضر الواقع .
فريضة الحج أصبح من السهل أداؤها في ظل ما وفرته المملكة العربية السعودية حتى أصبح الحج مستطاع لكل من أراد الحج ومن أي مكان على وجه الأرض . ومن يأتي للحج سيلاحظ هذه الخدمات التي توفرت من أجله منذ لحظة وصوله إلى المطار أو إلى الميناء البحري أو حتى براً وأول ما سيلاحظه القادم لأداء فريضة الحج الأمن المستتب من الوهلة الأولى فرجال الأمن يقفون في خدمتهم وتأمين الأمان والطمأنينة لهم وكذلك استقبالهم في كل موانئ القدوم بالترحاب .
ومن سبل الراحة التي توفرها المؤسسات الخدمية بإشراف الدولة النقل والتنقل وقد سخرت مؤسسات الدولة كل وسائل النقل المريحة فيجد الحاج وقد وضع له برنامجاً دقيقاً لتنقلاته سواءً بين مكة والمدينة أو داخل مكة أو النقل بين المشاعر وبعد أن كان يعاني في السابق صعوبة في التنقل أصبح الآن يتنقل بكل يسر وسهولة فوفرت الدولة الخطوط المعبدة بأعلى مواصفات الجودة والأمان وقد تم في السنوات الأخيرة انجاز خطوط القطارات السريعة بين المشاعر وقد ساهم التنقل عبر قطار المشاعر سهولة وسرعة في أداء المناسك بعد أن كان يعاني الكثير في السابق الماضي , وهو مشروع قيد التنفيذ وعند اكتماله كما مخطط له سيتم استيعاب اكبر عدد ممكن في المستقبل القريب والمشروع عبارة عن شبكة خطوط تربط المطارات والموانئ والمقدسات مثل المدينة المنورة ومكة المكرمة والمشاعر المقدسة ذهاباً وأيابا وسيتم ربطه أيضاً ببعض الدول
أما الأمن فقد جندت الدولة لحفظ الأمن كل ما تملك من وسائل عسكرية بشرياً حيث تشارك كل المؤسسات العسكرية في خدمة الحجاج كما وفرت الدولة أحدث الأجهزة الأمنية في العالم من أجهزة مراقبة وكميرات واتصالات وأجهزة الكشف عن المتفجرات , حتى بات الحاج مطمئناً في كل أحواله كما سخرت الدولة المستشفيات والفرق الطبية وأمنَت للحاج العلاج المجاني في كل الحالات حيث يتم إخلاء كل المستشفيات الحكومية والخاصة تأهباً لأي طارئ وهناك برنامج تقوم عليه وزارة الصحة خاص بالمرضى المتعسرين حيث يتم نقلهم بسيارات مجهزة خصيصاً لهذا الغرض من قبل وزارة الصحة , ويتم نقلهم إلى عرفات مباشرة ثم العودة وإكمال العلاج دون أي مقابل . كما تساهم المؤسسات المختلفة جنباً إلى جنب مع الدولة في تقديم الخدمات المختلفة مثل مؤسسات الطوافة التي تتولى إدارة تنظيم أداء المناسك وهناك العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تشارك أيضاً في خدمة الحجاج ابتداءً من الوصول حتى المغادرة .
كما يساهم الشعب عامةً وسكان مكة خاصةً في خدمة الحجاج من سقياً ورفادة وإطعام منذ وصول الحاج حتى يغادر الأراضي المقدسة إلى بلده سالماً وغانماً و ترحيباً وتوديعاً . وليأتي دور الحاج بعد كل هذه الخدمات التي توفرها حكومة المملكة العربية السعودية أن يتعاونوا معنا فنحنُ كلنا في خدمتهم من أجهزة الدولة المختلفة ومؤسساتها وشعباً لأداء مناسككم في يسر وطمأنينة وليكن هدفكم هو أداء شعائركم كما أمر الله ( وأتِمّوا الحَجَّ والعُمْرَةَ لِلِّهِ ) البقرة 196 - ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ) البقرة /197 ؟. تقبل منا ومنكم صالح الأعمال .