توقيت القاهرة المحلي 17:35:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخسارات المجانية للبرلمان المصري

  مصر اليوم -

الخسارات المجانية للبرلمان المصري

القاهرة-أحمد عبدالله:

فرصة رائعة لاحت للبرلمان المصري لكي يحسن من صورته التي تعاني من تشوهات شديدة بالشارع المصري، ولكي يعوض رصيده الذي أصابه نزيف حاد طوال مدة دور الانعقاد الأول، وذلك من خلال انتخابات اللجان النوعية للبرلمان والبالغ عدده 25 خاصة بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية الخدمية منها والدبلوماسية.

تنص اللائحة الداخلية للبرلمان على إجراء انتخابات داخلية للجان البرلمان كل دور انعقاد جديد يستغرق حوالي عام، وتكمن أهمية اللجان في أنها تشكل حلقات وصل بين البرلمان والمواطن والحكومة، تحال إليها مشروعات القوانين المتعلقة بملفات البلاد الطارئة، تدرسها وتجهزها وتبدي فيها الرأي، ثم تحيلها إلى عموم النواب للتصويت وتكون قوانين جاهزة لخدمة المواطنين والبلاد.

كانت الانتخابات على مناصب تلك اللجان تتم بشكل آلي متفق عليه مسبقا في اجتماعات مغلقة أدارها بحرفية الحزب الوطني الحاكم للبلاد، حيث يتم تحديد رئيس ووكيلي وأمين سر اللجنة وحسم أسمائهم قبل الانتخابات التي كانت تجري شكليا وليس في استحقاقات حقيقية.

برلمان الدكتور علي عبدالعال يتمتع بتركيبة داخلية مختلفة وإن كان أغلبها لا يغرد خارج سرب التوجه العام للسلطة المصرية الحاكمة حاليا، ولكن هناك تنويعات كانت قادرة علي تشكيل لجان نوعية تتمتع بالكفاءة والحالية، فهناك شباب ونساء وخبرات وعسكريين وبرلمانيين مخضرمين، كانوا قادرين علي صنع مشهد انتخابي رائع ومتوازن لو كانت أتيحت لهم الفرصة كاملة.

ثارت أمنيات بين المراقبين والخبراء أن تجري الانتخابات بتلقائية وعفوية وبحسب قوة وكفاءة المتقدمين لها، وأن يثبت البرلمان الذي يحتفل بمرور 150 عام علي إنشاءه أن حاضره لا يختلف عن ماضيه الحافل بسجل الإنجازات والنضالات التشريعية والسياسية.

جاءت الرياح بما لا تشتهي سفن المتابعين للبرلمان، من حيث التربيطات الانتخابية المسبقة والتدخل الواضح لرسم خريطة اللجان وحسم نتيجة المناصب المؤثرة فيها قبل بدء الانتخابات، كما جري الإطاحة بمن لم يكونوا علي وفاق كامل مع رئيس البرلمان علي عبدالعال، وتقريب المحسوبين عليه والمؤيدين لسياساته على طول الخط.

جرى حشد نواب الأغلبية البرلمانية بائتلاف دعم مصر وتوجيههم مسبقا بالتصويت لصالح أسماء بعينها "مرضي عنهم"، والتصويت العقابي لآخرين "مغضوب عليهم" حظر علي الأعضاء تماما دعمهم أو مساندتهم بأي شكل.

لأول مره في تاريخ المجلس يصل أعضاء لجنة واحدة إلى ستين عضو انتقل أغلبهم إلي لجنة "حقوق الإنسان" صبيحة يوم الانتخابات، للتصويت من أجل ضابط الشرطة السابق علاء عابد، لتولي رئاسة اللجنة التي أزعجت الجميع خلال الدور الأول برئاسة النائب أنور السادات، كما جري الحشد "لأهل الثقة" النواب أسامة هيكل وبهاء أبو شقة وأحمد سعيد وسعد الجمال بلجان الإعلام والعلاقات الخارجية والعربية والدستورية، وتحدثوا جميعا بلهجة الواثق المنتصر قبل الانتخابات بأيام عديدة.

في حين جرت مشادات وانسحابات واعتراضات حادة من جانب بعض النواب بسبب تلك التربيطات والتنسيقات المعدة سلفا، ليفقد البرلمان الحالي مزيد من نقاطه، ويخسر مكاسب كان من الممكن أن تصب في صالحه وتعوض غيابه الفادح عن قضايا الشارع العاجلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخسارات المجانية للبرلمان المصري الخسارات المجانية للبرلمان المصري



GMT 16:18 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 16:33 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 13:32 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 21:23 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

الثانوية الكابوسية.. الموت قلقا

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon