توقيت القاهرة المحلي 21:44:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخسارات المجانية للبرلمان المصري

  مصر اليوم -

الخسارات المجانية للبرلمان المصري

القاهرة-أحمد عبدالله:

فرصة رائعة لاحت للبرلمان المصري لكي يحسن من صورته التي تعاني من تشوهات شديدة بالشارع المصري، ولكي يعوض رصيده الذي أصابه نزيف حاد طوال مدة دور الانعقاد الأول، وذلك من خلال انتخابات اللجان النوعية للبرلمان والبالغ عدده 25 خاصة بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية الخدمية منها والدبلوماسية.

تنص اللائحة الداخلية للبرلمان على إجراء انتخابات داخلية للجان البرلمان كل دور انعقاد جديد يستغرق حوالي عام، وتكمن أهمية اللجان في أنها تشكل حلقات وصل بين البرلمان والمواطن والحكومة، تحال إليها مشروعات القوانين المتعلقة بملفات البلاد الطارئة، تدرسها وتجهزها وتبدي فيها الرأي، ثم تحيلها إلى عموم النواب للتصويت وتكون قوانين جاهزة لخدمة المواطنين والبلاد.

كانت الانتخابات على مناصب تلك اللجان تتم بشكل آلي متفق عليه مسبقا في اجتماعات مغلقة أدارها بحرفية الحزب الوطني الحاكم للبلاد، حيث يتم تحديد رئيس ووكيلي وأمين سر اللجنة وحسم أسمائهم قبل الانتخابات التي كانت تجري شكليا وليس في استحقاقات حقيقية.

برلمان الدكتور علي عبدالعال يتمتع بتركيبة داخلية مختلفة وإن كان أغلبها لا يغرد خارج سرب التوجه العام للسلطة المصرية الحاكمة حاليا، ولكن هناك تنويعات كانت قادرة علي تشكيل لجان نوعية تتمتع بالكفاءة والحالية، فهناك شباب ونساء وخبرات وعسكريين وبرلمانيين مخضرمين، كانوا قادرين علي صنع مشهد انتخابي رائع ومتوازن لو كانت أتيحت لهم الفرصة كاملة.

ثارت أمنيات بين المراقبين والخبراء أن تجري الانتخابات بتلقائية وعفوية وبحسب قوة وكفاءة المتقدمين لها، وأن يثبت البرلمان الذي يحتفل بمرور 150 عام علي إنشاءه أن حاضره لا يختلف عن ماضيه الحافل بسجل الإنجازات والنضالات التشريعية والسياسية.

جاءت الرياح بما لا تشتهي سفن المتابعين للبرلمان، من حيث التربيطات الانتخابية المسبقة والتدخل الواضح لرسم خريطة اللجان وحسم نتيجة المناصب المؤثرة فيها قبل بدء الانتخابات، كما جري الإطاحة بمن لم يكونوا علي وفاق كامل مع رئيس البرلمان علي عبدالعال، وتقريب المحسوبين عليه والمؤيدين لسياساته على طول الخط.

جرى حشد نواب الأغلبية البرلمانية بائتلاف دعم مصر وتوجيههم مسبقا بالتصويت لصالح أسماء بعينها "مرضي عنهم"، والتصويت العقابي لآخرين "مغضوب عليهم" حظر علي الأعضاء تماما دعمهم أو مساندتهم بأي شكل.

لأول مره في تاريخ المجلس يصل أعضاء لجنة واحدة إلى ستين عضو انتقل أغلبهم إلي لجنة "حقوق الإنسان" صبيحة يوم الانتخابات، للتصويت من أجل ضابط الشرطة السابق علاء عابد، لتولي رئاسة اللجنة التي أزعجت الجميع خلال الدور الأول برئاسة النائب أنور السادات، كما جري الحشد "لأهل الثقة" النواب أسامة هيكل وبهاء أبو شقة وأحمد سعيد وسعد الجمال بلجان الإعلام والعلاقات الخارجية والعربية والدستورية، وتحدثوا جميعا بلهجة الواثق المنتصر قبل الانتخابات بأيام عديدة.

في حين جرت مشادات وانسحابات واعتراضات حادة من جانب بعض النواب بسبب تلك التربيطات والتنسيقات المعدة سلفا، ليفقد البرلمان الحالي مزيد من نقاطه، ويخسر مكاسب كان من الممكن أن تصب في صالحه وتعوض غيابه الفادح عن قضايا الشارع العاجلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخسارات المجانية للبرلمان المصري الخسارات المجانية للبرلمان المصري



GMT 16:18 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 16:33 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 13:32 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 21:23 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

الثانوية الكابوسية.. الموت قلقا

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon