توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سورية التي تعرفها بثينة شعبان ولا يعرفها العالم

  مصر اليوم -

سورية التي تعرفها بثينة شعبان ولا يعرفها العالم

احمد المالكي

يبدو ان سورية التي نعرفها ونتابع احداثها منذ اندلاع الثورة السورية وتحولها بعد ذلك إلى ثورة مسلحه ثم جماعات ارهابية غير سورية التي تعرفها بثينة شعبان المستشار الاعلامي للرئيس السوري بشار الاسد

سورية التي نعرفها تعيش في جحيم البراميل المتفجرة والجوع وفرار الملايين الى خارج البلاد ونزوح الملايين الى اماكن أخرى غير مدنهم داخل سورية في محاولات منهم للبحث عن اماكن امنه بالإضافة الى مجانين داعش الذين يقتلون باسم الاسلام

 هذه سورية التي نعرفها ولا اعرف غيرها بصراحه لكن اكتشفت ان هناك سورية اخرى تعرفها السيدة بثينة شعبان مستشارة الرئيس بشار الاسد وتحدثت عنها في مؤتمر الصحافة في واشنطن عبر خدمة سكايب على الانترنت وكانت المفاجأة التي فجرتها خلال حديثها ان سورية التي تعرفها لا يوجد فيها براميل متفجرة ولا يوجد فيها جوع في داريا ولا يوجد فيها معارضه معتدلة هذه هي تصريحات شعبان حول سورية التي كشفتها لنا ولا نعرفها

اذا ماهي سورية التي نراها ونشاهدها كل يوم في القنوات الاخبارية الدولية المختلفة او الفيديوهات والصور التي نراها على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة

هل هي سورية من كوكب اخر ؟ ام انها سورية بلد أخرى غير التي نتابع اخبارها ؟

ربما بثينة شعبان لا تدرك اننا اصبحنا قريه صغيرة وانها مازالت تعيش في عصر الاعلام الواحد والصوت الواحد الذي يمكن ان تخدع به العالم من الجرائم التي يرتكبها نظام بشار الاسد

هذه ليست المرة الاولي التي تتحدث بها بثينة شعبان بهذا الخداع والكذب الكبير لقد شاهدت لها حوارًا على بي بي سي منذ فتره قصيره تتحدث ايضا على نفس الاكاذيب واستخدمت اسلوب اضاعة الوقت في الحديث بالاضافة إلى انها كانت تتحدث عن اكاذيب وتزييف للحقائق التي يعرفها العالم الان ويعرف ماذا يفعل نظام بشار الاسد في سورية من جرائم القتل والتنكيل بالشعب السوري وهذه الجرائم لا تقل عن جرائم داعش التي ارتكبها التنظيم في سورية والعراق

والسؤال الان من قتل الشعب السوري  اذا كان النظام لم يستخدم البراميل المتفجرة ؟ومن المسؤول عن تحويل ثورة الشعب السوري إلى ثورة مسلحه قبل ان تسيطر عليها الجماعات الارهابية؟ ومن المسؤول عن تشريد الملايين من الشعب السوري إلى خارج سورية ؟وهل خرجوا في نزهه مثلا؟

اسئلهة كثيرة يجب ان يساْلها النظام السوري لنفسه قبل ان يتحدث عن اكاذيب الاعلام الغربي كما وصفت بثينة شعبان الاخبار التي تنشرها وسائل الاعلام الغربية عن سورية

بثينة شعبان تحدثت عن روسيا وان لها دورا في مكافحة الارهاب في سورية وتساءلت عن سبب رفض الولايات المتحدة الاميركية التعاون مع روسيا في مجال مكافحة الارهاب بسورية

وهذه ايضا من الاكاذيب لان روسيا لا تكافح الارهاب في سورية

روسيا دخلت من اجل حماية مصالحها وبسط نفوذها وحماية نظام بشار الاسد الذي يضمن المصالح الروسية في سورية ويهمها في المقام الاول بقاء بشار الاسد لذلك لم تتواني روسيا عن قتل الشعب السوري في غارات تقتل المئات من الاطفال والنساء والشيوخ

هذه هي حقيقة روسيا وحقيقة ما يبثه النظام السوري من اكاذيب للعالم

الاسد هو الذي دمر سورية واوصلها إلى هذا الحال وجعل سورية مسرح مفتوح لعمليات ارهابيه وتصفية حسابات وحرب بالوكالة ربما تمتد إلى سنوات لان كل المفاوضات فشلت لان الاسد يتمسك ببقائه في الحكم والمعارضة متمسكة برحيل الاسد بالاضافة إلى تشرذم المعارضة وبحثها عن مكاسب شخصيه على حساب مصالح الشعب السوري الذي اصبح مشردا في كل دول العالم ويتم استغلاله في قضايا أخرى مثل قضية انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي واللعب باللاجئين السوريين لخدمة المصالح التركية والاوروبية

بثينة شعبان خلال حديثها عبر سكايب في مؤتمر الصحافة في واشنطن قالت ان الحكومة السورية لا تشتري ابدا نفطا من الارهابيين

وهذا كذب ايضا لان هناك دلائل كثيره على شراء النظام السوري النفط من الارهابيين وهذه الاموال التي يحصل عليها داعش من بيع النفط لنظام الاسد يقوم بتمويل عملياته العسكرية منها بالاضافة إلى ان تنظيم داعش الارهابي يقوم ببيع النفط إلى تركيا وبذلك تصبح ثروات سورية في يد الارهابيين واللصوص الذين استفادوا من الاوضاع المضطربة في سورية منذ 5 سنوات

واخيرا داريا التي تحدثت عنها بثينة شعبان وقالت ان الشعب السوري يأكل الخضار والفواكه ولا يعجبه معلبات ولا مكرونة هيئة الاغاثة الدولية داريا محاصرة ولم تدخل إليها مساعدات منذ عام 2012م وليس داريا فقط التي عانت من حصار النظام لها كل المدن السورية بها محاصرين يتم تجويعهم وقتلهم بهذه الطريقة اللاانسانية وشاهدنا العديد من الصور في وكالات الانباء والصحف الدولية وعلى الانترنت حول تحول البشر إلى هياكل عظميه وهم مازالوا على قيد الحياه وشاهدنا ايضا صورا لأطفال تموت بالبطيء بسبب نقص حليب الاطفال ونقص الادوية والمواد الغذائية

اذا كانت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد ترى ان سورية الجنة غير سورية الجحيم التي نعرفها فهي بذلك لا تختلف كثيرا عن تنظيم داعش الذي يبث صور وفيديوهات للمناطق التي يسيطر عليها مثل الرقة في سورية والموصل في العراق ويصف الحياه في تنظيم داعش بالجنة ويدعوا الشباب للعيش في هذه الدولة كما تصف بثينة شعبان سورية التي لا براميل متفجرة فيها و لا جوع بينما الواقع مرير ومؤلم

إلى متى سوف تظل سورية في هذه المعاناة والخراب والدمار ؟

ربما يحمل المستقبل القريب الاجابة على هذا السؤال

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورية التي تعرفها بثينة شعبان ولا يعرفها العالم سورية التي تعرفها بثينة شعبان ولا يعرفها العالم



GMT 19:57 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

نهوض سوريا تهديد لإسرائيل

GMT 19:52 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

سورية والعائدون إليها

GMT 08:19 2017 السبت ,22 إبريل / نيسان

لماذا لا تُحارب "داعش" إسرائيل ؟!

GMT 08:35 2017 السبت ,08 إبريل / نيسان

مصر والصراع السوري

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon