توقيت القاهرة المحلي 20:02:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أزمة شاملة

  مصر اليوم -

أزمة شاملة

بقلم : أحمد عبدالله

خدعوك فقالوا إننا نعيش أزمة على الصعيد السياسي، وأن الخلل والتخبط كامنين في أداء الحكومة وقرارات البرلمان وغياب الأحزاب، وإندفاع القوى الشبابية وسذاجة التيارات الأصولية، وإنتهازية الجماعات الإرهابية، ففي رأيي مانعانيه في أيامنا حاليا أوسع وأشمل بكثيرمن ذلك.

لانفتقد حاليا لمرونة في مسارات الحكم أو جودة في أداء سلطات الدولة فقط، وإنما نعاني –سواء شعرنا أو لا – من حالة تردي مفجعة لكل ماهو متعلق بالعلوم والفنون والآداب والموسيقى، وهي المجالات التي أصابها تراجع حاد وغياب واضح ومخز، وتسببت نتيجة لذلك في أضرار تفوق الإنسداد السياسي وغياب الرؤية الحكومية أو التخبط الإقتصادي.

قديما كانت مصر تعاني تحت وطأة الإحتلال الإنجليزي، ودخلت بعدها في مجموعة من التفاعلات السياسية التي خلفت مردودا إيجابيا حينا ومردودا كارثيا أحيانا أخرى، ولكنها في كل مراحلها تمتعت بقوة وحضور فني وأدبي وثقافي منقطع النظير، كان لديها القدرة في أحلك ظروفها على أن تصدر "الموضة" والأزياء الرفيعة إلى دول أوروبية رائدة الآن في هذه المجالات.

في أشد فترات ضعفها وإنغماسها في حروب وصراعات ومعارك، كانت تحتفظ بمكانة فنية عظيمة بسبب إنتاج سينمائي ضخم، أفرز حشدا من المبدعين من المخرجين والفنانين والكتاب، فتجد صفحات الجرائد تفرد مانشيتات لوقائع معركة هنا أو إضطراب داخلي هناك، وفي نفس العدد أحد عمالقة الفن يحكي سيرته، أو يسرد خلاصة تجربته.

كانت أصوات غارات العدو تدوي لتبث القلق في النفوس، لتخرج بعدها أم كلثوم لتعلن بث الأمان وطمأنة الوجدان لملايين المصريين، والتي كانت قادرة على أن تنسي المصريين عذابات أيامهم بحفلة يطرب لها الجميع حتى بعد أن تنتهي لأيام عديدة، الراديو ذاته الذي كان يبث أخبارا سيئة، كان يحمل "هدية" ثمينة للمستمعين، في شكل معزوفة تحمل توقيع بليغ حمدي بصوت العندليب عبدالحليم حافظ.

كيف كان الحزن في أيام يطل فيها إسماعيل ياسين وماري منيب والقصري وعبدالمنعم إبراهيم، زبيدة ثروت وهند رستم، ومن بعدهم سعاد حسني وأحمد زكي ومحمود عبدالعزيز وميرفت أمين ونور الشريف، كيف كانت الهموم وهناك وردة ونجاة وفايزة أحمد، كيف كانت الغفلة وحاضر بقوة نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ومحمد التابعي ومصطفى وعلي أمين.

أين العمالقة في أيامنا هذه، أنظر لنخبة المبدعين والنجوم من حولنا ستجد "محنة حقيقية" تدمي القلب والعقل والروح، سوء الأحوال في أماكن التصوير وقاعات العرض لاتقل بحال عن مقرات الحكومة وغرف إتخاذ القرار في البلاد.

المواطن المصري حاليا الذي تعصف به الأزمات والمشكلات الحياتية والإقتصادية، تم تجريد أيامه تماما من أية قيمة أو هدف أو متعة، غاب عنه السكر والخبز والكهرباء وصوت محمد قنديل وشموخ يوسف وهبي وواقعية صلاح أبو سيف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة شاملة أزمة شاملة



GMT 22:33 2017 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

جهود البرلمان المهدرة

GMT 08:20 2017 الثلاثاء ,28 آذار/ مارس

النقد الذاتي في البرلمان

GMT 14:41 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة والبرلمان وجهًا لوجه

GMT 13:14 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

"الحتميات المؤجلة" للبرلمان المصري

GMT 13:51 2016 السبت ,03 كانون الأول / ديسمبر

غرائبيات نواب البرلمان

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon