توقيت القاهرة المحلي 20:21:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"الحتميات المؤجلة" للبرلمان المصري

  مصر اليوم -

الحتميات المؤجلة للبرلمان المصري

بقلم : أحمد عبدالله

نستطيع أن نتفهم تجاهل أو تغافل مجلس النواب عن عدد من الحوادث اليومية العابرة، كالتي تزخر بها صفحات الجرائد يوميا، والأخبار الوافدة من هنا او هناك، عن مشكلة في محافظة ما، او مشاجرة في قرية أو بلدة في قلب الصعيد أو الريف. وعدد الامور المشابهة لذلك لاتعد ولاتحصي منذ بداية انعقاد الجلسات للبرلمان الحالي الذي يجلس على سدته "أستاذ قانون" وأحد أبناء محافظة تشكو من النسيان والتجاهل طوال السنوات الماضية، ولايتوقف كثيرا الخبراء والمراقبون علي قضايا "درجة ثانية" لاترقى الى اهتمام نواب الشعب ولا تشغل بالهم، فالبرلمان الذي قارب العام على تأسيسه، دأب طوال الفترة الماضية على الدخول في عطلات وأجازات برلمانية.

ولكن ما يستعصي على الفهم وما يصعب تقبله بسهولة هو "تعمد تجاهل" قضايا مصيرية من جانب البرلمان، تدخل في صلب أختصاصاته، وفي سياق شبه طبيعي، لاستحوذت عليه كليا، ولاستغرق نوابه وانخرطوا في جلسات مطولة خصيصًا من أجل هذه القضايا، والتي جرى تخفيفها وإبعادها عن حيز إهتمام النواب، سواء جرى ذلك بشكل فيه "تخطيط مسبق" أو يتم ذلك بحكم "العادي" وطبيعة التركيبة الحالية للنواب، التي تفتقد إلى الخبرة والحنكة و"المهارة السياسية" وحسن تقدير الأمور.

المتابع لأعمال البرلمان وانشغالاته طوال الفترة الماضية سيجد "4 ملفات" سقطت من أولويات البرلمان بشكل غرائبي وينافي أبسط القواعد والأعراف البرلمانية رسوخا، فمحكمة النقض التي تعتبر إحدى أعلى الهيئات القضائية في البلاد، لم يكن يتصور أي من العاملين فيها من أكبر قامة قضائية حتى أصغر موظف، ان تلجأ المحكمة يوما إلى شرح حكم لها، وأن تتبعه بتفسير، وأن تلحق التفسير بتوضيح، وأن تواصل بعد ذلك التفنيد والتأكيد على معانيها ومقاصدها في مسألة "وجوب تصعيد الباحث السياسي عمرو الشوبكي" بديلا عن نجل المستشار مرتضي منصور.

شهور طويلة مرَّت في هذه الأزمة، والبرلمان يمارس معها أكثر أشكال "التجاهل" والتسويف، احترافا، ولايزال حتى الان لم يبتَّ في أمر تصعيد الشوبكي، وهو أمر بإجماع الأراء "غير مسبوق".

دستوريًا وقانونيًا، كل الوثائق واللوائح التنظيمية التي مرَّت علي البلاد تشدد على ضرورة عرض أية اتفاقيات اقتصادية على مجلس النواب ، ولايمكن للسلطة التنفيذية أن تلجأ لأية معاملات اقتصادية مؤثرة دون الرجوع إلى نواب الأمة والحصول على موافقتهم بعد "مدوالات ومشاورات" حول الأمر، فصدق أو لاتصدق أن الحكومة تلجأ الى أحد أكثر المخارج الاقتصادية "خطورة"، وتستعين "وحدها" وبقرارها منفردة بسيناريو محل جدل دائم بين الأنظمة المتعاقبة وهو "قرض صندوق النقد".

احراجات متتالية يتعرض لها رئيس البرلمان علي عبدالعال عند سؤاله بشأن المادة 127 من الدستور التي تنص: "لا يجوز للسلطة التنفيذية الاقتراض أو الحصول على تمويل، أو الارتباط بمشروع غير مدرج في الموازنة العامة المعتمدة يترتب عليه إنفاق مبالغ من الخزانة العامة للدولة لمدة مقبلة، إلا بعد موافقة مجلس النواب" .

لايملك عبدالعال أن يستعين على "التناسي والتجاهل" إلا بـ"الغضب وإبداء الاستياء"، وبيقوم بإسكات أي من النواب المطالبينه بتوضيح الأمور، ليكون صندوق النقد أحد أكثر "البديهيات" أو "الحتميات" التي يتعين على البرلمان حسمها، ولكنه يتجاهلها بغرابة

منذ أيام هزت البلاد قضية رفع الجمارك على الدواجن المستوردة، وخرج الخبراء والمراقبون يصرخون من خسائر بالمليارات سيتكبدها قطاع وطني، اتخذت الحكومة القرار، ثم تراجعت عنه، ولم يكن للمؤسسة الرقابية والتشريعية الأولى في البلاد أي دور.

لايقارن كل ما فات بمسألة "تيران وصنافير" التي أخذت فيها أطراف عديدة صولات وجولات، والبرلمان آخر من يعلم، وبسؤال كل قيادات البرلمان بداية من رئيس المجلس ورؤساء اللجان النوعية المختصة، يجيبون : لم تصلنا القضية حتى الان.

لا أدري تماما التبعات المحتملة لتجاهل البرلمان أمورًا في صلب اختصاصاته، وتأثير ذلك على قوته وفعاليته في مقابل أجهزة ومؤسسات أخرى في الدولة، ولكن ما أدركه تماما أن البرلمان أوشك على فقدان كامل رصيده، ليس فقط عند المراقبين والمختصين، وإنما عند رجل الشارع العادي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحتميات المؤجلة للبرلمان المصري الحتميات المؤجلة للبرلمان المصري



GMT 10:04 2017 الأربعاء ,24 أيار / مايو

تعدّد الأجهزة الرقابية "بيروقراطية الزير"

GMT 08:20 2017 الثلاثاء ,28 آذار/ مارس

النقد الذاتي في البرلمان

GMT 14:41 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة والبرلمان وجهًا لوجه

GMT 03:07 2016 الأحد ,31 تموز / يوليو

من يحاسب البرلمان وأعضائه ؟

GMT 22:25 2016 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

إلغاء العقوبات هل يشجع على ازدراء الأديان ؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon