بقلم : أكرم علي
انتشرت واقعة الأب الذي سرق الشوكولاتة لنجله مثل النار في الهشيم نظرًا لما أثارته من دهشة الجميع وأن الأب سرق الشوكولاتة بسبب فقره وعدم قدرته على شرائها، مما قد يمهد لمرحلة خطيرة بين المواطنين.
القصة حقا مرعبة بالنسبة للجميع وخاصة الحكومة التي ترى بأعينها كيف سيتحول المواطن من رجل شريف لسارق من أجل إطعام أبنائه، فحين يجوع الأبناء لا بفكر الأب في شيء سوى السرقة إذا كان لا يملك المال لإطعامهم وهذا ما فعله الأب في واقعة سرقة الشوكولاتة.
أعلم أن هناك الآلاف من الأطفال الذي لا يعلمون طعم الشوكولاتة ولم يتذوقوها يوما ما والآباء غير قادرين على شرائها ولكن هناك آخرين قلبهم ضعيف أمام لحظة بؤس وحزن في أن أبنائهم وهو ما دفع الأب لسرقة الشوكولاتة وهو يعلم أنها "حرام" ولكن ما باليد حيلة سوى ذلك.
المؤشر الخطير هو زيادة الأسعار التي تجعل المواطنين سوف يسرقون غدا السلع الأساسية وليس الشوكولاتة والرفاهيات وسوف تكون هناك وقائع مماثلة لهذه الواقعة كثيرا، فالقادم أسوأ بعد هذه الواقعة المثيرة، ويجب أن نعلم جميعا أن الأيام المقبلة ستظهر المزيد من هذه الوقائع، وسيكون هناك رجل يسرق الفراخ واللحوم وغيرها.
أتمنى بعد أن تم الإفراج عن والد الطفل أن تتعجل الحكومة لإيجاد فرصة عمل له يساعدها في كسب رزقه من أجل إطعام أولاده ويستطيع شراء شوكولاتة حلال لنجله بدلا من سرقتها.
هذا النموذج سيخلد أمام الجميع بأن الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر جاءت بهذه النتيجة السلبية والتي تحدث لأول مرة بأن يسرق رجلًا قطعة شوكولاتة لنجله البريء وليس المال أو شيء آخر.