توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النقد الذاتي في البرلمان

  مصر اليوم -

النقد الذاتي في البرلمان

بقلم: أحمد عبدالله

بدأت الانتقادات تجاه مجلس النواب تظهر من داخله، لم يعد الأمر مقتصرًا علي منصات التواصل الإجتماعي، أو البرامج والمحطات الفضائية التييري رئيس البرلمان علي عبدالعال أنها تناصبه شخصيا العداء، وتريد هدم الدولة ومؤسساتها، فليس أكثر دلاله علي الأحوال المضطربة تحت القبة من ملاحظات النواب أنفسهم، اللذين قالوا ماهو نصه عقب قرار الحكومة برفع سعر تذكرة المترو: إحنا اللي إدينا الفرصة للحكومة من البداية، الحكومة تجرأت علينا، وندعو رئيس المجلس إلي تصحيح الوضع، أيضًا قال أحد النواب: نصرخ بمشكلات الناس تحت القبة، ونضع يد المسئول علي بؤرة فساد، وياليتنا "محلك سر"، وإنما نفاجئ بتفاقم الأوضاع واستشراء مزيد من الفساد والإفساد.

مجلس النواب الذي يضم تركيبة فريدة من نوعها، وغير معتادة تحت قبة البرلمان الذي يعود لما قبل 150 عام، لديها فرصة رائعة في إثبات انحيازها للمواطن، والدكتور علي عبدالعال الذي يبرر له البعض – لأسباب نتفهمها – صعوبة المهمة أمامه، لايستجيب لدعوات تعديل أداء البرلمان، ويرفض في أحيان كثيرة "توسعة صدره" لتقبل النقد.

وبات أقل الاختلافات في وجهات النظر تقابل بتعنيف شديد وتهديد واضح، يعقبه إحاله إلي لجنة القيم وهيئة المكتب، وهو مايوحيبملايدع مجال للشك بأن "السمفونية" لاتعزوف بتناغم كامل تحت القبة، وأن الأداء في حاجة مستمرة إلي المراجعة والنقد الذاتي، وهو مابدء بعض النواب القيام به بالفعل.

وفي رأي أية أنتقادات تأتي للنواب من الداخل ستكون أكثر نفعًا للنواب مما لوجاءت تلك الملاحظات من "الشارع"، فالناس قد تترك الفرصة مرة تلو الأخري للمسئولين، ولكنهم لاينسون ذلك أبدًا، وأكثر مايثير غضب رجل الشارع العادي أن يكون هناك خلل في مؤسسة ما، ويعاند القائمين عليها ويصفوا الأحوال بأنها الأروع والأفضل.

نريد أن نري داخل البرلمان قوي للمعارضة وليس بمعناها التقليدي، وإنما معارضة علي كل مايعتبر خروجا عن اللائحة والأعراف والتقاليد البرلمانية، نريد ان نري تصويب وإصلاح بالفعل لا هدم وإنتقاد غير بناء، فنحن لانهدف من وراء ذلك إلا لصلاح أحوال المؤسسة التشريعية الأعرق في الوطن العربي والشرق الأوسط، وعلي رئيس البرلمان أن يكون أول من يدفع في هذا الطريق.

عبدالعال عليه أن يتنازل عن كافة الخصومات مع أعضاء معروفين بـ"مشاكساتهم" داخل البرلمان، عليه أن يستوعب ذلك ويهضمه، وأن يدرك بأنها "الديمقراطية" وحدها هي التي ستطيل من عمر أي تجربة، وأن الرفض والتصلب إزاء الآراء المخالفة، لن يجني سوي الخسارة، ومزيد من الانشغال بأمور فرعية والبعد عن متطلبات الشارع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النقد الذاتي في البرلمان النقد الذاتي في البرلمان



GMT 10:04 2017 الأربعاء ,24 أيار / مايو

تعدّد الأجهزة الرقابية "بيروقراطية الزير"

GMT 14:41 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة والبرلمان وجهًا لوجه

GMT 13:14 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

"الحتميات المؤجلة" للبرلمان المصري

GMT 03:07 2016 الأحد ,31 تموز / يوليو

من يحاسب البرلمان وأعضائه ؟

GMT 22:25 2016 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

إلغاء العقوبات هل يشجع على ازدراء الأديان ؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon