توقيت القاهرة المحلي 09:20:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هجرة العقول السودانية إلى متى

  مصر اليوم -

هجرة العقول السودانية إلى متى

بقلم : محمد إبراهيم

اتسعت في الآونة الاخيرة هجرة الكفاءات العلمية السودانية للخارج بشكل مخيف وباتت الهجرة خطرًا على المورد الاقتصادي البشري بعد ازدياد معدلاتها بشكل ملحوظ في العقدين الأخيرين، فالبلاد أصبحت طاردة بلسان حال الشباب وصفوف العطالة لا تُحصي خريجون محبطون بعضهم إستكان للخمول والإدمان وبعضهم الأخر إمتطى زوارق الموت العابرة للمتوسط، وحتى من وجد حظه في الوظيفة الحكومية فإن راتبها لا يكفي ثمن وجبة الفطور والقهوة والمواصلات وما زاد الطين بله ارتفاع تكاليف المعيشة التي باتت كل يوم تتضاعف بصورة جنونية.

هذه الأوضاع البائسة دفعت الكثيرون للهجرة ليس المبتدئين في الخدمة بل الخبرات والكفاءات النادرة فأوضاع السودان طاردة ومهما تضاعف المرتب حتى لأصحاب الدرجات الأولى في سلم الخدمة فإنه لايتعدى "الأكل والشراب" وهو مادعا أغلب الكفاءات العاملة في ميادين الطب والعلوم والتكنولوجيا إلى الهروب إلي الخارج من أجل واقع أفضل.

 الهجرة في السابق ما كانت تُشكل ظاهرة سلبية لأنها توظف خبراتها في خدمة تطوير البلاد ودعم اقتصادها، أما اليوم فناقوس الخطر يدق بقوة محذرًا من الآثار السلبية لاستمرار هذه الهجرات فإنها باتت أسوأ استنزاف للعمالة الماهرة في السودان ما أسهم  إلى حد كبير في عرقلة جهود التنمية ودفع باتجاه ارتفاع معدلات البطالة، التي صاحبها مشاكل اجتماعية واقتصادية ونفسية.

هجرة الكوادر العلمية هاجس كبير ولا غرو إن أضحت السبب الأقوى والأول في تدني المسيرة التعليمية في السودان, ففي السنوات القليلة الماضية بلغ عدد المهاجرين من الكوادر العلمية خلال الشهور العشر الأولى من العام الماضي أكثر من "75" ألفًا، وفقًا للتقرير الوزاري الذي أعدته وزارة العمل السودانية والذي أوضح أن الكوادر الصحية والتعليمية هي الأكثر هجرة حيث بلغ عدد المهاجرين من الأطباء (5028) خلال الأعوام الخمس الماضية، فيما بلغ المهاجرون من المهن التعليمية (1002) معظمهم خلال العام 2012م . وأكد التقرير أن هجرة الاختصاصين والعلميين خلال السنوات الخمس الماضية تمثل هاجسًا للحكومة بعد أن فاقت النسبة التوقعات ببلوغها (14407) وتكرر نفس السناريو في هذا العام حيث أقرت وزارة العمل على أن المهاجرين من الأساتذة الجامعيين بلغ 12 ألف أستاذ وهذا العدد يعتبر تراكميًا  حسب ما جاء علي لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم أسامة محمد العوض, وليس بعيدًا استعداد عدد كبير من أساتذة الجامعات لمغادرة الوطن, هذه مؤشرات واضحة تنذر بأن هناك هجرة عقول وفقد للكادر المؤهل, فالوضع الاقتصادي لأساتذة الجامعات هنا يعتبر غير مجد ولايشجعهم على الاستمرار.

الوآقع مخيف والهجرة في تزايد والمؤسسات التعليمية باتت تعتمد على كوادر وسيطة فإلى متي حكومة الغفلة تنتبه إلي هذه الحقائق "من خرج لن يعود إدركوا من تبقى ياهؤوولاء".
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هجرة العقول السودانية إلى متى هجرة العقول السودانية إلى متى



GMT 16:18 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 16:33 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 13:32 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 21:23 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

الثانوية الكابوسية.. الموت قلقا

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
  مصر اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 08:16 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
  مصر اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon