توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماكرون .. وقوس النصر

  مصر اليوم -

ماكرون  وقوس النصر

بقلم : مينا سامي

ضربت فرنسا نموذجًا مثاليًا في اختيار القائد الشاب الذي يؤسس لدولة شابة فتيّة، ويكون ممثلاً لها في المحافل الدولية وعاكسًا لصورتها الشابة التي انتصرت بها فرنسا على غيرها من دول العالم العظمى، باختيارها إيمانويل ماكرون رئيساً في سن التاسعة والثلاثين.

النموذج الفرنسي الرائد، أضحى مثالاً فريدًا أمام العالم العربي الذي يعاني من "شيخوخة" تضرب أعماقه، إذ يتخطى عمر أكبر رئيس عربي التسعين عاماً، بينما يحتل أغلبهم المسافة بين أوائل الستينيات وأواخر الثمانينيات، وهي معدلات كبيرة جدًا مقارنة بالنموذج الفرنسي، خاصة وأن العمل الدؤوب والتواجد المستمر بالشارع وسط الجماهير، يحتاج لرئيس شاب، متحرك، ديناميكي، لديه القدرة على العمل بعيدًا على المكاتب.

فوز إيمانويل ماكرون برئاسة فرنسا، يعيد إلى الأذهان صورة القائد الفرنسي الشاب نابليون بونابرت، الذي يعتبر بطلاً للثورة الفرنسية، وانتصر في العديد من الحملات العسكرية الشهيرة بفضل قوة "فرنسا الشابة"، وهو أيضاً صاحب فكرة قوس النصر، الذي بدأ العمل به في بداية القرن التاسع عشر، وأراده نابليون بونابرت رمزًا يخلد انتصارات الجيوش الإمبراطورية.. أما ماكرون، فقد جدد أهمية قوس النصر، باحتفاله وسط أنصاره بالقرب منه في ساحة الشانزليزيه.

قبيل الانتخابات الفرنسية، اعتقد البعض أن مارين لوبان ستفوز، أسوة بما حدث في الولايات المتحدة الأميركية، بفوز ترامب اليميني، إلا أنني أود لفت النظر إلى أن فوز ماكرون أمر طبيعي في فرنسا.. فماكرون أجندته كانت مبادئ الثورة الفرنسية (الحرية - المساواة - الإخاء) التي يؤمن بها كل الفرنسيين أكثر من إيمانهم بأي دين، لذلك فاز.. أما "لوبان" فلعبت على مشاعر الخوف من خطر الإرهاب ظناً منها أن هذه هي الورقة الرابحة خصوصاً بعد فوز ترامب في أميركا بنفس المنطق.. فكان طبيعي أن تخسر، لأن باختصار، أوروبا ستبقى أوروبا ولن تتغير بسهولة.

نتمنى أن تنظر الشعوب العربية، للشعب الفرنسي، وتحتذي بالفكر الشاب، القائم على التجديد والدماء الشابة القادرة على التغيير، وليس دول العواجيز، غير القادرين على تحريك أي مياه راكدة سوى بالتصريحات فقط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماكرون  وقوس النصر ماكرون  وقوس النصر



GMT 13:32 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 10:24 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حق المنفعة في مخيمات اللجوء

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon