توقيت القاهرة المحلي 22:01:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غرائبيات نواب البرلمان

  مصر اليوم -

غرائبيات نواب البرلمان

القاهرة-أحمد عبدالله

أثار أعضاء مجلس النواب المصري حالة من الزخم الواسع بسبب تصريحاتهم المثيرة للجدل منذ الأيام الأولى لدخولهم البرلمان، إلا أن الأسبوع الماضي شهد ارتفاع ملحوظ في وتيرة الآراء والتعليقات غير المألوفة التي تفجرت لتصفح عن وجهات نظر غرائبية تجاه أكثر من شأن داخلي وخارجي.

جاء أول وأغرب تلك التعليقات الصادرة عن النائب أبو المعاطي مصطفى، فبينما انخرط أعضاء اللجنة التشريعية والدستورية في مناقشات حامية الوطيس حول إلغاء عقوبات الحبس على ما يسمى "خدش الحياء العام" في القانون الجنائي، كان للنائب سالف الذكر مداخلات عصبية وردود حادة.

ومع احتدام المناقشات وإبداء عدد من النواب تخوفهم من تفشي الانحلال حال تم الغاء عقوبة الحبس في خدش الحياء، ودفاع آخرون عن مطلبهم بإلغائه انتصارا للحريات وتفويتا للفرصة على التنكيل بالمبدعين والأدباء بدعوى خدش الحياء، خرج أبو المعاطي مصطفى متحديا: الكثير من الأدباء يجيب أن يقفوا عند حدهم، وأن يتوقفوا عن إشاعة الفواحش والخروج عن النص.

تفاعل النائب أحمد سعيد رئيس لجنة العلاقات الخارجية مع النائب أبو المعاطي مصطفى الذي لا ينتمي لحزب النور السلفي، واستفزه سعيد قائلا غير عابئ: نعاقب نجيب محفوظ بقي، لينزل رد مصطفى كالصاعقة على الحاضرين بموافقته على جملة سعيد: الكثير من نصوص الكاتب نجيب محفوظ بها خدش حياء، ولو كان موجودا بيننا الان، لاستحق العقاب، ليكون التصريح الأبرز والأغرب من برلماني مصري خلال الأيام، وربما العقود الماضية.

ثم جاء بعد ذلك تاليا وكيل لجنة الشئون العربية أحمد إمبابي في تعليقه على إقرار الكونغرس مشروع قانون يدعو الإدارة الأميركية إلى معارضة أي مشروع قرار في الأمم المتحدة ضد إسرائيل.
القيادي بالبرلمان استطاع خطف الأنظار بقوله: لن تكسر أمريكا إلا بقدرة إلهية أو حرب عالمية لتكون نهايتها، فهي الحامية الأولى لإسرائيل في العالم، قبل أن يضيف "لو نملك هزيمة أميركا وإسرائيل لتوجهنا إليهم لمحاربتهم وهزيمتهم، لكن لا يستطيع العرب فعل شيء فمهما فعلنا، ومهما صوتنا ارتفع فلن تستطيع عمل شيء لأميركا".

ثم أعقبه النائب احمد الغول، وكيل لجنة حقوق الإنسان، بصياغته لمبرر مثير للاستغراب في رده على منتقدي قانون الجمعيات الأهلية قائلا "أعطوا لأنفسكم فرصة لالتقاط الأنفاس، فبريطانيا أحد قلاع الحريات في العالم وافق مجلس اللوردات لديها بقانون يسمح للسلطات البريطانية بالتجسس على المكالمات ومواقع التواصل الاجتماعي، وهو يعد  القانون الأكثر إجحافا للحقوق والحريات للمواطنين في العالم، بحسب المعايير التي قاموا هم أنفسهم بوضعها".

وتابع أنه من الغريب استجابة محركات التواصل الاجتماعي مثل جوجل وفيس بوك للقانون البريطاني لإمكانية التجسس على العملاء، رغم أنه من المفترض احترام خصوصية عملائهم، مؤكدا أن دول العالم كلها لا تتهاون في أي أمر يخص أمنها القومي على عكس ما نجد عندنا.

وهو الكلام الذي يناقض حقائق الأمور، وما سبق أن خصص له رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون مؤتمرات صحفية نفى فيها تماما تجسس بريطانيا على مواطنيها بأي شكل.

اللافت للنظر أن سيل التصريحات الغريبة بدأت منذ اللحظات الأولي، وأن مثل تلك التصرفات كانت زريعة لمقاطعة المجلس عدسة الكاميرات ومنع بث الجلسات وإذاعتها، وأنهم حتى أطلقوا تلك التصريحات الغريبة ضد بعضهم البعض، معتبرا الأمر ظاهرة لم تكن معتادة في عهود المجالس السابقة.

والمثير للاستياء في الأمر أن تلك التصريحات تخرج عن شخصيات قيادية في المجلس، وليس عن عناصر حديثة العهد بالعمل بالبرلماني، وأرى أن السبب فيها عدم مراعاة هؤلاء النواب للسياق الذي يشكلون فيه ركيزة أساسية كنواب مسئولين عن هموم الشعب وتطلعاته وما تقتضيه مصالحه التشريعية والرقابية، وليس الفرقعات الإعلامية وإثارة الجدل والزخم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غرائبيات نواب البرلمان غرائبيات نواب البرلمان



GMT 22:43 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

البرلمان المصري والمنهج

GMT 04:35 2017 الجمعة ,29 أيلول / سبتمبر

دور انعقاد برلماني جديد.. هل من جديد

GMT 18:32 2017 الإثنين ,12 حزيران / يونيو

المعادلة الصعبة بين "الإعلام والبرلمان"

GMT 08:30 2017 الثلاثاء ,25 إبريل / نيسان

سحر الهواري والهيئات القضائية

GMT 08:26 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

البرلمان وترتيب الأولويات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon