بقلم : جمال علم الدين
يشهد المجتمع المصري في النصف الثاني من العقد الأول في الألفية الميلادية الثالثة، موجات متلاحقة من عمليات الاتصال والتواصل الإعلامي بين نخب وأفراد المجتمع بعضها البعض من ناحية وبينها وبين الخارج الإقليمي والدولي من ناحية أخرى وقد تعاظم أداء وسائل الإعلام المصرية والعربية جنبا إلى جنب مع أداء مؤسسات المجتمع المدني في الداخل والخارج.. كما تنامي تأثير المؤسسات الدولية بأشكالها الرسمية وغير الرسمية، في التفاعل مع المواطنين وهو ما نتج عنه "تنامي في الوعي الجمعي للمواطنين بمفاهيم الحرية وحقوق الإنسان والديموقراطية".
وتواصل فئات الشباب بصفه خاصه عبر آليات التواصل الاجتماعي وتكوينهم لأنماط خاصة من التطلعات والسلوكيات الساعية للحرية. وكانت وسائل الاتصال الاجتماعية والإعلامية، هي الأداة البارزة في تفجير موجات وفعاليات ثوره يناير 2011
وتمر مصر بفترة انتقالية من نظام قديم إلى نظام جديد يتشكل في مخاض صعب طوال الفترة الماضية شهدنا فيها انتشار للغضب والاعتراضات الشعبية في موجات مستمرة ومحاولة لركوب السلطة من جماعة استبدادية ترفع شعارات الإسلام والتي فشلت في إدارة الدولة وعادت علنا الصحافة والإعلام والقضاء والثقافة والشرطة والجيش وانهار الاقتصاد والخدمات فخرج عليها الشعب في ثورة جديده في 30يونيه/حزيران 2013.
وطوال الفترة الماضية لعب الإعلام دورًا إيجابيا وسلبيًا في تحريك الأحداث وظهرت مشاكل كبيرة في أداء وسائل الإعلام المختلفة، سواء المرئية أو المسموعة أو المكتوبة أو الإليكترونية، وظهر أن وسائل الإعلام رغم إعلانها أنها تؤمن بالتعددية والديمقراطية إلا أن البعض منها استخدمه كوسيله للاستقطاب الحاد والتحريض في كثير من الأحيان على انتهاك حقوق الإنسان والكفر بمبادئ الديمقراطية، وقد كان المواطن هو المتضرر الأول من أداء وسائل الإعلام، لأنه تعرض لتناقض واضح ما بين مصالحه وقيمة وثوابته الوطنية والإنسانية، وبين الخداع والكذب والتوظيف السلبي للدين فلم يستطيع تكوين مواقف ناضجة، تجاه الأحداث التي تمر بها البلاد، خاصة مع انحياز وسائل الإعلام إلى وجهات نظر محدده وخضوعها لابتزاز بعض القوى المنظمة.
والنزعة الإنسانية الفطرية التي ولد بها البشر تجعلهم بحكم التكوين النفسي والجسدي والتعايش الاجتماعي منذ الصغر إلى الشيخوخة يمارسون حالات اتصاليه متعددة يسمونها بحكم الفطرة اولا والمصلحة ثانيا والتوافق مع الحياة ثالثا.