توقيت القاهرة المحلي 04:16:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما تُحارب الحكومة الفن والجمال

  مصر اليوم -

عندما تُحارب الحكومة الفن والجمال

بقلم : محمد إبراهيم

لا شك أن حكومة ولاية الخرطوم تعاني من داء "القبح" ، فماذا نستطيع أن نقول لمؤسسات تحارب الجمال والفن غير هذا التوصيف ، الفنانيين والتشكيليين وأهل الفنون بأشكالها المختلفة كافة ، في حالة زهول وصدمة لما أقدمت عليه وزارة التخطيط العمراني في ولاية الخرطوم بإزالتها مرسم "عزيز غاليري" من وسط عاصمة الجمال ، كما يدعون رغم أن صاحبة المرسم الفنانة التشكيلية إيثار عبدالرحمن تملك مساحة "200" متر بعقد من المحلية ومدة العقد عشرة أعوام.

السؤال الموضوعي ماهي الدوافع لإزالة مرسم يقوم بأعباء كان يجب أن تتحملها دولة المشروع الحضاري التي تدعي دائمًا بأنها مناصرة للفنون وتسعى لعكس وجه السودان المدفون تحت ركام الصورة النمطية الشائهة لسودان الحروب والدماء ، دُور الفنون هذه أسسها شباب مهمومين بعكس الوجه الآخر للسودان دفعوا من حر مالهم باعوا ممتلكاتهم لإنشاء مثل هذه "المراسم" الخاصة ودور الفن الشعبية هذه وأصبحت شامة في خد العاصمة التي تنام باكرًا منذ الثامنة مساءًا .

وأصبحت أماكن تأوي أهل الأبداع المشردين بقيمون فيها نشاطاتهم المختلفة التي كان يجب أن ترعاها الحكومة التي أغلقت دور السينما وباعتها لتصبح محلات لبيع الملابس والأسمنت، وأغلقت العديد من المراكز الثقافية بحجج وآهية بأن هذه الأماكن تمارس نشاطات سياسية معادية للحكومة.

وقبل فترة قليلة قبل إزالة مرسم "عزيز غاليري" دمرت وزارة التخطيط العمراني في الخرطوم "وحدة الإزالات" حديقة الزوادة في محلية بحري رغم أن أصحابها يمتلكون تصديق ومستندات رسمية من الحكومة، وبرغم كل ذلك قامت الوزارة المعنية بالتخطيط بإزالة الحديقة بطريقة متعسفة وبعد الإزالة وضعت لافتة على بوابة الحديقة تفيد بأنها ملك لوزارة التخطيط العمراني ، بينما ذهب المستثمرين إلى التحكيم وبالتأكيد ستدفع المحلية مليارات الجنيهات تعويضًا للضرر ولخسائر جراء قرارات غير مدروسة وغير ناضجة وغير مسئولة ، وللأسف أُزيلت الحديقة وخسر مواطن مدينة بحري المتنفس الأوحد له ، وقد دافع معتمد بحري عن معالجة أمر الحديقة بغير الإزالة ولم يجد أذنًا صاغية ، ويستمر نهج الهدم.

وذات داخل نهج الهدم بطريقة حكم القوي على الضعيف ، وعلى منح آخر محلية الخرطوم ومعتمدها يزيل مرسم عزيز  غاليري ، ولم تكن تملك صاحبته الفنانة إيثار سوى دموعها وهي ترى أحلامها وأعمالها تدوسها أليات المحلية دون مراعاة للقيم الجمالية أو الحاجة الإنسانية .

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل منعت من إقامة مؤتمر صحافى تعرض من خلاله قضيتها فهل من قهر فوق هذا القهر؟ وها هو نهج الهدم يثبت أنه من أكبر أدوات القمع والقهر ، أي قبح هذا يحارب الجمال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما تُحارب الحكومة الفن والجمال عندما تُحارب الحكومة الفن والجمال



GMT 16:18 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 16:33 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 13:32 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 21:23 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

الثانوية الكابوسية.. الموت قلقا

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
  مصر اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 08:16 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
  مصر اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon