توقيت القاهرة المحلي 06:30:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإرهاب الساذج

  مصر اليوم -

الإرهاب الساذج

القاهرة – أحمد عبدالله

لايشك أحد أن الإرهاب ظاهرة لعينة وسرطانية ويجب أن تقابل بكل محاولات التصدي والردع، ففي أيامنا هذه اختلفت الأنشطة الإرهابية عن سابقيها في الثمانينات والتسعينات وحتى بداية الألفيات، فالأذرع التقنية والتكنولوجية الآن أشد فتكا من الأسلحة التقليدية سهلة التعقب والوصول والإجهاض السريع.

رغم كون الإرهاب شيء سيء ومدمر وأن القائمين عليه والمتورطين فيه أقل مايعاقبوا به هو السحق والقتل "بالمثل" وفقا لما تمليه علينا شريعتنا من أن "العين بالعين" والبادئ أظلم، ولكن ولا للفكاهة موضع هنا، دعونا ننظر إلى الوجه الإيجابي في تلك الحوادث والأحداث المأسوية التي تعرضت لها البلاد مؤخرا.

بات الآن واضحا للجميع كذب الادعاءات التي كانت تقام لها المناظرات مع كبار قادة الفكر ورموز العلمانية في التسعينات، واللذين جاورا في تلك المناظرات - التي كان يصل عدد حاضريها إلى 30 ألف – رموز إخوانية وكوادر للجماعة الإسلامية، فالحديث عن السلمية واحترام الآخر وتقديس الأقلية أثبت الواقع العملي أنها كانت "شعارات" انتظرت الظروف الملائمة لكي تتحول إلي قنابل ورصاص في صدور المصريين.

أثبتت التجربة قلة حيلة وضعف الإسلاميين والمنتمين إلى التيار الإسلامي القادرين على التحور والتحول إلى إرهابيين بسهولة بالغة، فلطالما صارعوا من أجل الوصول إلى السلطة، مستخدمين مختلف الطرق "النزيه منها والدموي"، ودوما ماكانوا مطالبين بوضع حلول وبرامج واقعية لتحسين معيشة الناس، وما إن وصلوا إلي السلطة حتى استحوذوا، وما إن فقدوها حتى تحولوا إلى قنابل تسير على الأرض.

الحوادث الإرهابية الأخيرة زادت من تلاحم الشعب المصري وعززت من اصطفافه مع القيادة السياسية في البلاد، التي سبق وأن تنبأ رأس تلك السلطة الرئيس عبدالفتاح السيسي أنه سيكون هناك استفحال لهذه الجماعات التي ترقص رقصة الموت الأخيرة، وأنهم لن يقتصروا على الداخل وإنما هم "جزء من كل" مرض في عصرنا الحالي، وبالفعل عانت دول أوربية كبرى من ويلات الإرهاب الذي استطاع أن ينفذ إلى قلبها وبروع مواطنيها الآمنين.

سلسلة الاستهدافات الأخيرة أثبتت مدى قدرة الأجهزة الأمنية من رجال الجيش والشرطة على صنع البطولات، ومدى إخلاصهم وتفانيهم في عملهم وتأمينهم للمواطنين، واستعدادهم أن يكونوا في مقدمة الصفوف المدافعة عن أمن واستقرار البلاد، ولم يكن ذلك قولا دون فعلا وهي صفة المنافقين من خوارج العصر، وإنما سالت دمائهم الطاهرة وامتزجت بدماء الشهداء في مختلف المواقع والمواقف.

على الدولة الآن أن توجه دفة الأحداث لصالحها، أن تقوي من خطابها المعتز بتضحيات أبنائها، أن تكثف مراجعتها لمناهج الأزهر وتحسن من ظروف وشروط التعليم عموما وحصص الدين فيه خصوصا، أن تضرب بيد من حديد على أواصر الإرهاب من المنبع، أن تزيد من شبكة علاقاتها العالمية مع الأطراف الدولية المستهدفة للإرهاب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرهاب الساذج الإرهاب الساذج



GMT 09:14 2017 الجمعة ,24 شباط / فبراير

سياسيون اعتنقوا الإرهاب

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon