توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

  مصر اليوم -

عطش وجوع وسيادة منقوصة

بقلم : فلحة بريزات

 في الوقت الذي تعيش فيه البلاد حالة قلق غير مسبوقة جراء سلسلة متناقضات لا عنوان دقيق لبوصلتها، يخبرنا رئيس الحكومة، وضمن جملة تبريرات ساقها لتجميل اتفاق حسن نوايا مع العدو الصهيوني، بأن (عطشا كبيرا) ينتظر الأردنيين.

ولا بد أن زخم المشهد ألهم أحد النواب باجتراح بدائل أخرى، حيث أن الشيطان (المرجوم) لن يكون بعيداً عن أي تحالف ينقط في حلوقنا بعد حالات جفاف نعيشها إجباريا، حقيقة هو بديل شيطاني وإن انطلق من مسكن البراءة.
ما نشاهده اليوم ملهاة جُل ابطالها لا يتحدثون لغة واحدة ، وما زاد من حالة الهرج والمرج، والتباين في المشهد العام سلسلة تصريحات جديدة لكن “بأثواب قديمة” ترفع شعار القلق على حالة البلاد والعباد.
في الواقع الراهن للبلاد، كبيرة هي التحديات، ولا جديد فيها سوى ارتفاع كلف أثمانها على الوطن، وقبل أن نعرف سيناريوهات تحسين صورة “اتفاق حسن النوايا، يمنح تقرير أممي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الأردن الدرجة الثامنة في حقل (الجوع) متقدما بذلك على (14 ) عربية.
هل يعني هذا حث الخطى تجاه الكيان الغاصب للعروبة ؟! وهل أصبح في نظر ساستِنا هو الفاتح لم أغلق؟، والضامن لأمن الوطن الشامل من( طاقة وماء).
وماذا لو تمددت أطماعهم، هل سنضع أيضا (الغذاء والهواء) في سلة نواياهم الطيية.
أين هو المنطق الوطني؟ هل فقدنا جميع خيارتنا ؟هل فحصنا هذه البدائل وقيمنا أثارها؟ هل قرارنا الوطني يقبع رهينة التقاء مصالح الآخر على حساب مصالحنا.
فكل ماوصلنا إليه من معضلات هي مؤشر أبلج على غياب التفكير والمنهج الإستراتيجي، وحالة تذبذب مخجلة في السياسة العامة، فقد راكمت الحكومات المتعاقبة الفشل والخصوم، ومجالس النواب جددت الخيبات والنكسات، حتى مسوغات القرارات تجاوز إفلاسها حد منح نفسها فرصة المزاوجة بين المخفي والمعلوم، لإخراج المشهد من حالة الضبابية إلى مستوى إلاحتراف.
نحن اليوم على مفترق طرق، فحالة انعدام الوزن واللون في المواقف زادت من مساحات الثقة المفقودة بين أركان المنظومة والشارع، وإن حاولت الغرف العليا تجسير الفجوة ، فالفيصل الحقيقي هو ما نراه من تناقض بين الخطاب والفعل.
والأخطر أن أزماتنا ستكبر، مع غياب يلفه غموض للتجانس بين أركان الدولة، وعليه ستتوسع دائرة التدخل بخيارتنا الوجودية، بسبب غياب الهدف الوطني العام واحتجاب كثير من القوى السياسية ذات الإرادة الوطنية الخالصة .
خلاصة القول: العمق الاستراتيجي الثابت هو الداخل، وعلينا تقدير الأخطار الحقيقية من ارتهان سيادتنا للغير, فمهما كانت الاحتياجات لا يمكن تحويرها لتلقى قبولا شعبيا … رأس المال هو الكرامة الوطنية ، والاعتماد الذاتي على مصادر الوطن من مياه، وغذاء، وطاقة، ورؤية شمولية متكاملة لا تفصل القضايا عن بعضها.
أخيراً الشكر للحكومة التي منحتنا فرصة تجديد حالة كره متجذرة للعدو، وإن حاولت أطراف داخلية وخارجية تكريسه كشريك استراتيجي في الخيارات الوطنية.
هي خيارات اثامها أكبر بكثير من منافعها في نواميس الأردنيين .

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عطش وجوع وسيادة منقوصة عطش وجوع وسيادة منقوصة



GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 10:24 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حق المنفعة في مخيمات اللجوء

GMT 17:51 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بوكرة شو" ابتسامة سعد للمستقبل

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon