بقلم / وفاء لطفي
لم يترك رواد مواقع التواصل الاجتماعي، شيئًا إلا وانهالوا عليه سخرية وتهكم، حتى وصل بهم الحال، إلى السخرية من امرأة مسنة وكفيفة لمجرد أنها تبرعت بأغلى ما تملك وهو قرطها الذهبي "الحلق" لصندوق "تحيا مصر".
الإعلان المنتشر على كل الفضائيات خلال شهر رمضان، جعل من الحاجة زينب محل سخرية، ربما لغضب النشطاء من قيام الجهات المسؤولة في صندوق تحيا مصر باستغلال ما قامت به الحاجة زينب، بكل عفوية وبراءة، لتبرعها بقرطها الذهبي، إلا أنهم ذهبوا إلى منزلها وتصوريها وهي امرأة لا تستطيع الحركة جيدا، وبالرغم من ذلك لم يتم إعلامها بسبب تصويرها، إلا أن فوجئت من جيرانها بأن تظهر في إعلان يذاع على التلفاز للتحفيز على التبرع لصندوق "تحيا مصر".
من حق الجميع أن يهاجم وأن ينتقد، ولكن بشكل بناء، لأن الانتقاد من أجل الانتقاد، والمعارضة من أجل المعارضة فقط، واتخاذ مبدأ "أنا أعارض إذا أنا موجود"، أمر في غاية السلبية، فكان على هؤلاء النشطاء أن ينتقدوا القائمين على هذا الإعلان المصور، أو ينتقدوا كثافة إذاعته بشكل مبالغ فيه وعلى كل القنوات التلفزيونية كافة، ولكن لماذا يذهب الانتقاد لسيدة تبلغ من العمر 75 عاما وكفيفة؟، أم أن ذلك هو عقابها على تبرعها بكل ثروتها والتي تشمل "حلق" دعمًا منها للاقتصاد المصري؟!.
أيا كان سبب التهكم أو سبب الغضب من كثرة إذاعة الإعلان، أو حتى السبب عن كيفية قبول المسؤولين على "صندوق تحيا مصر" من أن تتبرع سيدة بقرطها الذهبي، فلا يصح على الإطلاق أن يتطرق "النشطاء" إلى السخرية من سيدة "لا حول لها ولا قوة" لا تملك حتى رؤية ومشاهدة ما يذاع على التلفاز بسبب إعاقتها البصرية، فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".
ولتعلم الحاجة زينب أن "قرطها الذهبي" أغلى كثيرا مما يعتقدون، فهي إمرأة مصرية وطنية تعشق تراب بلدها، أكثر منكم.